اعتبر أفلام العري من البيان القرآني.. النجار يحصل على العلوم والفنون

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

كسابقيه من جنرالات العسكر الذين استولوا على الحكم في مصر بعد يوليو 1952، لم يكرم قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، أصحاب العقول والمؤلفات التي أثرت المكتبات الإسلامية والمصرية وانتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكنه قام على غرار حسني مبارك بتكريم المنافحين عن نظامه وعن أفلام البورنو الساقطة التي تقدمها فنانات دحلت عقدها السابع من العمر، وتعتبر ما تقدمه فنا وإبداعا.

ولما لا وصاحب التكريم الحاصل من السيسي، على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وهو عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، اعتبر أن ما تقدمه بعض فنانات البورنو من أفلام ساخنة ورد في القرآن الكريم في سورة الرحمن في قوله تعالى {الرحمن خلق الإنسان علمه البيان}، أي أن أفلام البورنو هي البيان الذي علمه الله للإنسان، في حين نفى النجار أن يكون للقرآن علاقة بالحجاب أو النقاب.

وعلى الرغم من أن أحدا من المصريين لم يعرف مؤلفا واحدا لصاحب التكريم سوى تصريحاته عن الفنانة إلهام شاهين وإعجابه بفنها، إلا أنه تم تكريمه بهذا الوسام الرفيع، في الوقت الذي تجاهل الانقلاب تكريم علماء أخرين ليس لهم علاقة بالجدل السياسي على الساحة، رغم ذيع صيتهم وانتشار مؤلفاتهم بشكل واسع. 

ولعل غضب أقطاب الثقافة في مصر كل عام من توزيع هذه الجوائز على بعض مستوظفي النظام قد أكد أنه تم إهانة هذه الجوائز، حتى أن الدكتور الطاهر مكي عضو مجمع اللغة العربية طالب بإلغاء وزارة الثقافة برمتها التي لا يوجد لها على حد قوله نظير إلا في الأنظمة الاستبدادية، معتبرا أن جائزة الدولة يجب أن تمنحها المجالس القومية المتخصصة بما تضمه من نخبة من الخبراء والمتخصصين. وضرب المثل بجوائز المركز القومي للبحوث التي يمنحها للعلماء ولا تثير الجدل لأنها لا تدخل بها هذه العشوائية في المنح، كما دعا للتخصص فيمن يصوت على الجائزة، متسائلا كيف يصوت أديب أو فنان على جائزة تمنح لعالم؟.

القمني نموذجا
ويسيطر على جوائز الدولة منذ مبارك كل المعادين للفكر الإسلامي، حتى أن فاروق حسني منح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، بسبب ما تضمنته مؤلفاته من افتراءات بحق الإسلام، رغم تزوير القمني لشهادة الدكتوراه التي زعم أنه حصل عليها ثم اعترف نفسه بتزويرها.

ما يؤكد أن جوائز الدولة تمنح للمتطرفين ضد الإسلام، وعلى الرغم من ذلك دافعت دولة مبارك وقتها عن جائزة القمني رغم فضيحة التزوير التي لم تثنيها عن تغيير موقفها.