كتب حسن الإسكندراني:
يواصل الانقلاب تدمير كيانات مصر الاقتصادية واحدا تلو الآخر، كما أدى إلى تخريب مصر بشكل لم يسبق له مثيل، دعا البعض إلى التساؤل عن التخريب الذي تمكن السيسي من إحداثه في مصر خلال 3 سنوات، بشكل فاق ما أسفرت عنه سنوات مبارك الثلاثين.
وكانت الورطة الأحدث ما كشف عنه محمد يحيى راشد -وزير السياحة فى حكومة الانقلاب- بوقف قبول طلبات إنشاء شركات سياحية بفئاتها المختلفة لمدة عام، وفقا للقرار رقم 99 لسنة 2017 المنشور بـ"الوقائع المصرية" اليوم.
يأتي القرار رغم الادعاء بأن مؤشرات السياحة ارتفعت ، وأن فترة الركود السياحي انتهت، إلا أن القرار يؤكد أنه لا تقدم حدث ، حيث تقرر استمرار عدم قبول طلبات إنشاء شركات سياحية بفئاتها المختلفة لعدم حاجة البلاد إليها خلال هذه الفترة اعتبارا من تاريخ نهاية سريان القرار رقم 227 لسنة 2017.
كان وزير السياحة السابق، هشام زعزوع، قد أصدر في مارس 2014، قرارا بوقف قبول طلبات إنشاء شركات سياحية، لمدة عام ينتهي في مارس 2015.
وتعد هذه المرة الخامسة التي تمدد فيها وزارة السياحة وقف إصدار تراخيص إنشاء شركات سياحة جديدة، منذ إصدار وزير السياحة الأسبق، منير فخري عبد النور، قرارا بوقف إصدار التراخيص في مارس 2011.
فى حين، قال محمد شعلان وكيل وزارة السياحة المصرية، رئيس الإدارة المركزية بقطاع شركات السياحة، إن وزارته مددت وقف منح إصدار تراخيص لإنشاء شركات سياحة جديدة لمدة عام، ينتهي في مارس المقبل.
وأضاف شعلان في تصريحات صحفية مؤخرا، أن وقف إصدار التراخيص يعود لعدم حاجة السوق المصرية لشركات سياحية جديدة في الوقت الراهن، مشيرا إلي أن عدد شركات السياحة المصرية بلغ نحو 2300 شركة حتي الآن.
وكشف تقارير رسمية، تراجع السياحة بسبب أكثر من حادثة في قطاع الطيران، وكذلك حوادث العنف، وبخاصة تجاه السائحين، أدت إلى تراجع معدلات السياحة الوافدة إلى مصر بشكل كبير، بمعدلات تزيد عن 50% من حيث عدد السائحين. وتظهر بيانات ميزان المدفوعات عن النصف الأول من عام 2015-2016 وصول إيرادات السياحة إلى 2.7 مليار دولار، مقارنة بنحو أربعة مليارات دولار في الفترة المقابلة من عام 2014-2015. وتفرض العديد من الدول ووكالات السياحة حظرا على السفر إلى مصر حتى نهاية العام 2016.
وكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن تراجع عدد السائحين الوافدين من كل دول العالم إلى مصر، ليبلغ 473 ألف سائح خلال شهر سبتمبر الماضى مقابل 802 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضى بنسبة انخفاض 41%، وأن أهم الدول التى أثرت فى نسبة الانخفاض روسيا الاتحادية بنسبة 64.5%، تليها المملكة المتحدة بنسبة 18.1%، ثم ألمانيا بنسبة 13.1%، ثم إيطاليا بنسبة 3.6%.
وأضاف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى النشرة الشهرية للجهاز ،مؤخرا،أن منطقة الشرق الأوسط كانت أكثر المناطق إيفاداً للسائحين خلال شهر سبتمبر 2016 بنسبة 34.6٪، وأن السعودية أكثر الدول إيفادا بنسبة 29.6٪، وأن أوروبا الغربية جاءت فى المرتبة الثانية بنسبة 31.7٪ وألمانيا أكثر الدول إيفادا بنسبة 32.1٪، وجاءت فى المرتبة الثالثة أوروبا الشرقية بنسبة 13.1٪ فى حين جاءت أوكرانيا أكثر الدول إيفادا بنسبة 32.5٪، كما بلغت نسبة السائحين الوافدين من باقى دول العالم "الأمريكتان – إفريقيا – شرق اّسيا والباسفيك وجنوب اّسيا – دول أخرى" 20.6%.