قنديل: براءة مبارك هي اللحظة الأخيرة للانقضاض على الثورة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن ما جرى في أكاديمية الشرطة في القاهرة، أمس الخميس، لم يكن إعادة لمحاكمة حسني مبارك، بل هي محاكمة علنية لثورة يناير 2011، صال فيها محامي المخلوع وجال، مطالباً بأقصى العقوبة ضد الثورة وشهدائها، وكل من شارك فيها.

وأضاف قنديل خلال مقاله المنشور بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن هذه هي لحظة الحصاد والانقضاض على ما تبقى من "فلول الثورة"، ذهب إليها مبارك ومحاموه وأتباعه واثقين من الفوز، ولم لا ولديهم كل هذا الدعم والمدد من الجنرال الصغير، وريث مبارك، ومن قضاء مبارك، وقبل ذلك، وهو الأهم، كيان صهيوني، يقوم الآن مقام المرجعية الروحية والسياسية للنظام الحاكم في مصر؟!".

وأشار قنديل لتصريحات بنيامين بن أليعازر وزير الدفاع الإسرائيلى الذى قتل الأسرى المصريين عام 1967 وقوله عن محاكمة مبارك بعد الثورة مباشرة إنه يوم حزين، كما أشار لقول رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى آفى ديختر: أرفض إهانة مبارك، وتورط أمريكا فى إهانته بوضعه داخل القفص، وعضو الكنيست إسرائيل حسون: حزين حزنًا شديدًا لرؤية مبارك في هذا الشكل المهين، وأتمنى له البراءة، مؤكدا أن كل هؤلاء مع عبد الفتاح السيسي، يداً بيد، وكتفاً بكتف، فلماذا لا ينتعش محامي مبارك، ويحصل على براءته، وإدانة الثورة، باعتبارها فعلاً من صنع الإخوان وحماس وحزب الله؟!.

وقال قنديل: "كانت تلك لحظة حصاد أربعة أشهر من مرحلة التطبيع الكامل بين الفلول والثوار، عبرت عنها كلمات حمدين صباحي، في حوار تليفزيوني، قال فيه إن من كانوا ضد الثورة انضموا إلى صفوف القوى الثورية، لمجرد أنهم ضد "الإخوان"، وكأن كراهية "الإخوان" كفارة لما قبلها من تلوثٍ بدماء الشهداء وفساد، مضيفا "ساعتها قلت لو سلمنا بمنطق أن من أعلن عداءه وكراهيته للإخوان فهو ثورى وآمن، فالأحرى أن نذهب جميعا إلى مبارك معتذرين، ونقبل يديه لكي يحمل الراية الثورية، ويقود النضال ونهتف خلفه "الشعب يريد إسقاط النظام".

وتابع: "الآن لحظة الحقيقة: جثة الثورة ممددة على طاولة التشريح، بجسدها طعنة من كل طرف من أطرافها، الجميع خانوها، منذ المشهد الأول في محاكمة مبارك 2011، حين تركنا قضية الشهداء والجرحى، وذهبنا إلى ملاعب السياسة، يلهو بنا المجلس العسكري، كيفما شاء، وكانت الجلسة الأولى تجسيداً لحالة الصراع العبثي بين شركاء الميدان. ويومها سجلت أن فى وقائع الجلسة بعضا من ملامح العشوائية، وعدم التنسيق بين السادة المحامين الذين يدافعون عن أسر الشهداء والمصابين، على نحو يذكّرك جزئيا بما ابتليت به الثورة أخيرا من تعدّد المنصات وتقاطعها في ميدان التحرير، بعد أن انفضّ عنه النجوم، وانشغل عدد كبير من رموزه فى شؤون أخرى، الأمر الذى أثر بالسلب على وحدة الخطاب الصادر عن الميدان، وأحدث ثغراتٍ نفذت منها سموم الانقسام والفرقة".

وأشار لمذبحة محمد محمود الأولى نوفمبر 2011، ألقى المجلس العسكري وحكومة عصام شرف بطوق النجاة لمبارك، وأركان عصابته، للإفلات من جريمة قتل ثوار يناير، إذ حمل البيان الرسمي الصادر بشأن المذبحة إشادةً بأداء الداخلية، وتبريرا للجريمة التي أسفرت عن سقوط نحو 40 شهيدا بين عشيةٍ وضحاها، ووقتها التقط محامو مبارك البيان الذي يبرّر المجازر التي ارتكبت ضد المشاركين في الموجة الثانية من الثورة، ووجدوا فيه ضالتهم القانونية لتبرئة المخلوع وعصابته من المسؤولية عن قتل ثوار الموجة الأولى، ثم انهمرت على المخلوع هدايا الثوار المتقاعدين، في غمرة الحشد الأجير لإسقاط الرئيس مرسي، من دون أن يخجل أحدٌ من هذا الانزلاق الثوري في وحل استدعاء الثورة المضادة، بحجة مواجهة التغول الإخواني.