أحمدي البنهاوي
ما زالت أصداء المطالب أو "القرارات" التي أسفر عنها اجتماع كبار وشيوخ عائلات العريش، أو ما أطلق عليه "#مؤتمر_العرايشية"، مساء السبت، بديوان آل أيوب بمدينة العريش؛ ببحث تداعيات جريمة داخلية وجيش الانقلاب بتصفية 10 من أبناء سيناء.
وقال النائب البرلماني السابق عن الحرية والعدالة، إن القرارات التي اتخذها مؤتمر ديوان آل أيوب في مدينة العريش، مساء اليوم 14 يناير 2017، عقب قتل الداخلية لـ10 شباب كانوا معتقلين، واتهامهم بالإرهاب، كانت "رفض لقاء وزير الداخلية لأنه خصم للبلد، ومطالبة نواب شمال سيناء بتقديم استقالاتهم من مجلس النواب، والإفراج الفوري عن المعتقلين والمختفين قسريا الذين لم تصدر ضدهم أي أحكام قضائية؛ لأننا لم نعد نأتمن عليهم أحدا، والتهديد بالعصيان المدني في حالة عدم تنفيذ المطالب، ومعرفة مصير جثث أبنائنا، الذين صدر باسمهم بيان وزارة الداخلية، وفتح ديوان آل أيوب يوميا لأبناء العريش حتى تنفيذ المطالب، ودعوة كل عائلات ودواوين العريش لدعم قرارات المؤتمر تباعا، وتشكيل لجنة لمتابعة قرارات المؤتمر".
غير أن حسام الشوربجي، المذيع السيناوي بقناة مكملين، زاد المطالب بـ"معرفة مصير جثث المغدورين"، على حد وصف أحد الشباب.
بداية جيدة
واعتبر الناشط السيناوي عيد المرزوقي، في تغريدة قبل قليل عبر حسابه على الفيس بوك، أن الاجتماع في حد ذاته "كويس مش بطال"، وقال: "العرايشية ناس بتفهم كون إنهم قدروا يعملوا اجتماع واسع في هذا الوقت ويقدروا يردوا على الأمن بقرارات، والتلويح بعصيان مدني غدا ورفع مطالب.. كويس مش بطال في ظل الوقت الصعب ناس فزعت لبعضها، وتستاهل التقدير والاحترام والإعجاب، حسرة علينا إحنا وعلى قبايلنا اللي ما تلقى اللي يصر الملحة كان زمان ياعرب كان زمان والله ماتقدر تلم اثنين مع بعضهم، الكل مسوي فيها زعيم والقصة عهر لا أكثر".
في حين رأى الناشط السيناوي حسام الدين أن خروج أهل سيناء على قلب رجل واحد سوف يسقط أي نظام، وأضاف في تغريدة تعليقا على المرزوقي: "لو خرج أهل سيناء كلهم على قلب رجل واحد سيسقطون أى نظام، لعل وعسى تبدأ الثورة من هناك".
الداخلية لا تأبه
وبدا أن الاجتماع لم يعجب الداخلية، فواصلت صباح اليوم مسلسل التصفيات، وخلال الاجتماع الحاشد، شنت حملة أمنية أسفرت عن تصفية المواطن "حمدان سليمان النخلاوي، 39 عامًا، مدعية تورطه في مقتل ضابط شرطة أمام مستشفى العريش العام!.
وأكد الأهالي أن "النخلاوي" تمت تصفيته، بينما كان يجلس وسط أبنائه في منزله المعلوم وسط مدينة العريش، ولم يتبادل إطلاق النار كما ادعت الداخلية في بيانها.
ورأى المحللون أن التصفية رسالة جديدة من الداخلية للعائلات، وأن التصفية تهديد صريح ودلالة بالاستمرار في منهج دموي، يدفع السيناوية إلى تحويل شبه الجزيرة من محاطة بالماء إلى محاطة بالدماء، لا سيما في ظل دعوات بإخراج "البواريد"، من مدفنها تحت الأرض والتعامل بالثأر، متوقعين انعكاسات ذلك على طبيعة الصراع في سيناء.
عصيان مدني
ودعا أهالي سيناء إلى العصيان المدني احتجاجًا على حالة الانفلات الأمني، أو المطالبة بتنمية المحافظة وتعميرها، كما شاركوا في عصيان طالب المجلس العسكري بتسليم الحكم للمدنيين في 2012.
وسيناريوهات العصيان المدني تبدو مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ بحدودها، خاصة في ظل إصرار الداخلية على موقفها، وتوقع عدم استجابتها لمطالب الأهالي.
فتوقف المؤسسات الحكومية والخاصة عن العمل، ووسائل المواصلات، وإصابة البلاد بحالة من الشلل التام، تبدو أمورًا بديهية لما يمكن أن يحدث في المراحل الأولى من العصيان.
تسليح المطالب
السيناريو الأسوأ لتطورات أحداث العصيان المتوقعة، ربما يصل إليه الأهالي إذا أيقنوا أن حمل السلاح ضد الدولة هو الحل الوحيد، وأنه لا فائدة من السلمية.
الخطورة تكمن في تداعيات هذا اليقين إذا رسخ في قلوب وعقول القبائل، انعكاساته الخطيرة على أكثر من صعيد.
الأهالي بذلك يكونون قد فتحوا جبهة جديدة من الصراع المسلح مع الدولة، بجانب الجبهة المفتوحة مع من تصفهم بالجماعات الإرهابية، وغيرهم من المسلحين المجهولين.
سيناريو سينمائي
ونسجت الداخلية خيوط القصة بسيناريو أقرب للأفلام السينمائية، حيث أشار بيانها إلى "توافر معلومات باتخاذ عناصر إرهابية مؤخرا لشاليه مهجور بمنطقة شاليهات أرض الجمعية بنطاق قسم شرطة رابع العريش وكرا لاختبائهم، واليوم تمكنت قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية من مداهمة الوكر المشار إليه".
"إلا أنه حال استشعار العناصر الإرهابية باقتراب القوات، بادروا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاهها محاولين الهرب، فأطلقت قوات الشرطة النيران عليهم، ما نتج عنه مصرعهم جميعا"، بحسب البيان.