وصف نشطاء فلسطينيون اتجاه الطلاب في مدارس الضفة الغربية المحتلة إلى ترك التعليم والدراسة للعمل "الاسترزاق" بالمغتصبات "المستوطنات"؛ بسبب الفقر المدقع الذي يعاني منه الفلسطينيون بسبب الاحتلال، بأنه يحقق الرؤية الصهيونية للمستقبل الفلسطيني، فيما وصفه الصحفي الفلسطيني "سجود عليوي" بأنه "نكبةُ القرن الـ(21)". خلص فيه إلى القول "هل حين يضيع أبناؤنا بين مجاهل المستوطنات يبقى في الجسد كبد، وفي الشجر ثمر؟ وهل لنا من عمادٍ إن أسلمنا عمادنا لعدونا أو أسندنا سلاحنا إلى غيرنا؟.
السلاح الأخير
ورأى التقرير أن "التعليم" هو السلاح الأخير بيد الفلسطيني الذي "في طريقه نحو التآكل، فعامًا تلو الآخر تتزايد معدلات تسرب الطلبة من المدارس، كما تتزايد معدلات الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني ككل، وتغدو محاولات سد هذا التسرب غير ذات جدوى حتى الآن، والأنكى من هذا أن تسرب الطلبة الأطفال ارتبط بعملهم المتزايد في المستوطنات "الإسرائيلية"، ما يهدد بظهور جيل فتيّ تابع للمحتل فكريا واقتصاديا منذ النشأة، ويضعف الجذوة الوحيدة المتبقية في نضال الفلسطينيين".
أرقام كاشفة
وألمح التقرير إلى بعض الأرقام، ومنها دراسة للباحث رامز السائح، أشار فيها إلى إحصائيات تتحدث عن أن 5.5% من الفلسطينيين العاملين في مستوطنات منطقة الأغوار هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا، هذه النسبة الكبيرة من أصل عشرين ألف فلسطيني يعملون لما يزيد عن السبع ساعات يوميا، وبمقابل مجحفٍ لا يتجاوز الـ100 شيكل في اليوم الواحد.
شادي والذئب
ويروي الصحفي قصة شادي ووالده مع الصهاينة، والذي وصفهم بـ"جار الذئب"، فأبو شادي والدٌ لأربع أبناء، خامسهم يأتي قبل الصيف، ينطلق للعمل على جولتين؛ فجرًا في المحجر القريب، وعصرا في المستوطنة القريبة، أنهتكه أعباء الحياة وتكاليفها، فهب لنجدته أكبر أبنائه، وبعد عام واحد أصبح اثنان من أبنائه يشاركانه العمل، ويتقاسمان معه مشاق الحياة وهمومها.
ويستكمل التقرير كيف ترك أبناء أبو شادي دراستهم وهم المتقدمون علميا، واتجهوا للعمل بالمستوطنات، ثم مدى الألم لحرمان أبنائه من إكمال تعليمهم، فهو أيضًا لم يكمل تعليمه الابتدائي، ولا يشكل عملهم في المستوطنة بأسًا أو أرقًا؛ فهم يعملون "تحت عينيه".