عندما أصبح “سوشيال ميديا” المتحدث الرسمي لأمريكا

- ‎فيعربي ودولي

كتب حسن الإسكندراني:

بعيدًا عن السياسيات الأمريكية وتوجهاتها، وتواطؤها الشديد منها ودفاعها المستمر عن الدول الديكتاتورية والفاشية والمغتصبة، وكذلك انتخاب رئيس أمريكى يجمع عليه القاصى والدانى إنه رئيس "نرجسى"، إلا أن "السوشيال ميديا" بات تأثيره أكبر بكثير يستفاد منه، ليس فقط لوضع البوستات أو نشر صور أو فيديوهات عليه.

وقال الناشطة السياسية، سحر النادى، إن الإدارة الأمريكية قامت بعمل مراسم تسليم أكاونت "تويتر" الخاص بالرئيس الأمريكي السابق أوباما والمؤسس لأول مرة من 8 سنوات، لإدارة ترامب الرئيس الجديد.

وأضافت: الموضوع مش تافه ولا مضحك زي ما يبان لأول وهلة، شوفوا الاختلاف في طريقة التعامل مع المعلومات واحترام حق الناس في تاريخهم، وكمية التفاصيل والتكاليف المحيطة بالموضوع.

وتابعت: إدارة أوباما كانت فاتحة أكاونت اسمه باراك أوباما للمرشح أوباما أثناء الحملة. لما بقى رئيس، فتحوا أكاونت جديد سموه POTUS، وده الاختصار الرسمي للقب "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية"، حيث يبقى الأكاونت الرسمي للرئيس، وسابوا له الأكاونت اللي باسمه باعتباره شخصيا.. وكمان فتحوا أكاونت للسيدة الأولى اسمه FLOTUS.. وده الاختصار الرسمي للقب "السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية"، إضافة لأكاونتها الشخصي باسمها كميشيل أوباما.

وواصلت حديثها، حول دور وأهمية السوشيال ميديا فى المنظمات الديمقرطاية، إن الأكاونتات دي بقى عليها خلال 8 سنوات الرئاسة ما يقرب من 15 مليون متابع! وعشرات الآلاف من التويتات.

وأردفت: أوباما ومراته كانوا نشطين جدا في التواصل مع الناس، سواء من خلال أفراد الإدارة اللي بيديروا الأكاونتات، أو بصفتهم الشخصية.. وكانوا بيشاركوا الناس المناسبات المختلفة، ويبلغوهم تغييرات القوانين، ويواسوهم في الأحداث الحزينة، ويشاركوهم أخبار أسرتهم بالصور والفيديو وهكذا.

وأشارت: دلوقتي بقى فيه موقف غريب: ترامب هايبقى رئيس، ومراته ملهاش في السياسة ولا بتستخدم تويتر.. وآراؤهم مختلفة تماما عن أسرة أوباما ومتابعيهم مختلفين تماما عن متابعي أوباما.. لو مجرد تسلموا الباسوورد للأكاونت، ممكن يحصل مشكلتين كبار:

لخبطة مين اللي كاتب الكلام بما إنه باسم منصب الرئيس مش بالاسم الشخصي للرئيس، ودي مشكلة للباحثين والكتاب السياسيين مثلا. وممكن يرتكبوا جريمة مسح الأرشيف اللي فيه تاريخ رئيس سابق لمدة 8 سنوات! أو يشيلوا المتابعين اللي أكيد معارضين لهم علشان ما يضايقوهمش في التعليقات!

وكشفت، طيب تتحل ازاي دي؟ إدارة تويتر عملت فريق عمل لحل الأزمة، وقرروا يفتحوا لأول مرة أرشيف مخصوص لأكاونت واحد، حيث يتغير اسم أكاونت الرئيس اللي كان بيستخدمه أوباما وإدارته وكل الأكاونتات الخاصة بالحكومة السابقة، ويضاف إليه رقم 44 وهو ترتيبه كرئيس لأمريكا. وتنتقل معه كل التويتات القديمة بكل معلوماتها كأرشيف تاريخي من حق الشعب الأمريكي في الأجيال القادمة.. ولا يستطيع التحكم فيه الرئيس الحالي.

وفي الوقت نفسه، يخلى الأكاونت الرسمي الخاص بالرئاسة من أي تويتات سابقة ويسلم للرئيس الجديد ليبدأ من الصفر، ولكن بنفس المتابعين، اللي هايصبحوا أوتوماتيكيا متابعين للأكاونتين: الجديد الخاص بترامب، والأرشيفي الخاص بأوباما.. وتصبح هذه العملية هي النظام المتبع بعد ذلك لنقل أكاونتات تويتر بين كل رئيس ومن يليه!واختتمت حديثها،التحضر حلو مفيش كلام!