كتب رانيا قناوي:
قال الدكتور محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن معظم ثروات العالم الإسلامي مركوزة في باطن أرض هذا العالم، موضحا أن الإسلام يفرض فيما يستخرج من هذا "الركاز" الخمس -20%- ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فيما خرج من الأرض الخمس"، في الوقت الذي أكد أن الأمة المسلمة تستطيع إن امتلكت الإرادة والإدارة والاستقلال السياسي والحضاري، أن ترصد زكاة الركاز، من خلال قيمة المستخرج من البترول والغاز واليورانيوم والفوسفات والحديد والفحم والبوكست والمنجنيز والقصدير والنحاص والرصاص والذهب والفضة، في صندوق للتنمية الاقتصادية الشاملة لأوطان الأمة.
وأكد عمارة خلال مقاله المنشور اليوم الجمعة، على صفحة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بموقع "فيس بوك"، أن هذا "الحل الإسلامي" الذي يحقق تكافل الأمة وعزتها، و يحقق انتماء المسلم لوطنه، مشيرا إلى الحديث النبوي الشريف: "أيما أهل عرصة (مكان) بات فيهم امرؤ جائع وهم يعلمون فقد برئت منهم ذمة الله" رواه الإمام أحمد، موضحا أنه حتى نكون في ذمة الله وعهده ومحبته ورضاه، لابد من إنقاذ الأمة من العوز والحاجة والفقر، الذي يحول بينها وبين إقامة الدين!
وشدد عمارة على أن توظيف الثروات الإسلامية -بالزكاة- لتنمية عالم الإسلام، هو الذي يعتق رقاب المسلمين من رق الديون ذات الفوائد الربوية المركبة والفاحشة، خاصة بعدما أدرك عقلاء الغرب أن المصرفية الإسلامية اللاربوية هي الحل لأزمة الرأسمالية الغربية المتوحشة.
وأشار إلى ما كتبته المجلة الفرنسية الأسبوعية (التديات) "Challenges": "إنه في حين يمر العالم بأزمة مالية تجتاح معالم النمو في طريقها، ويجب علينا قراءة القرآن بدل نصوص البابوية، ولو طبق رجال البنوك الطامعون بالمردود على الأموال الخاصة -ولو قليلا- الشريعة الإسلامية، ومبدأها المقدس: "المال لا ينتج المال"، فإننا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه"، كما كتبت صحيفة الفاتيكان الرسمية (أوسيرفاتور رومانو) تقريرا قالت فيه: "إن التعليمات الأخلاقية التي ترتكز عليها المالية الإسلامية قد تقوم بتقريب البنوك إلى عملائها بشكل أكثر من ذي قبل، فضلا عن أن هذه المبادئ قد تجعل هذه البنوك تتحلى بالروح الحقيقية المفترض وجودها بين كل مؤسسة تقدم خدمات مالية.
وقال عمارة "إن لدينا الكنوز المادية الكفيلة بتحقيق رخاء عالم الإسلام، ولدينا الحلول الإسلامية لتنمية هذا العالم الإسلامي بالحلال، ولتقديم هذه الحلول الإسلامية لهداية العالمين".