كتب- رانيا قناوي:
قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إنه "حين تنشر «هاآرتس» الإسرائيلية، أن تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد فى السعودية خبر سار لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن ذلك يقلقنا ولا يطمئننا.. وحين ينشر هذا الكلام يوم ٢١/٦ الحالى فى مقال لأحد كبار كتابها (زفى باريل) ويذكر فيها أن الأمير السعودى عقد لقاءات متعددة مع الإسرائيليين منذ عام ٢٠١٥، فإن الكلام ينبغى أن يؤخذ على محمل الجد".
وأضاف "هويدي" خلال مقاله المنشور صباح اليوم السبت في صحيفة "الشروق"، أن موقع «ميكور ريشون» نقل فى يوم الأربعاء ذاته عن وزير الإعلام والاتصالات الدرزى أيوب قرا قوله إن السعودية وإسرائيل تجريان فى الوقت الراهن مفاوضات غير مباشرة لإقامة علاقات دبلوماسية لن تكون مقصورة على السعودية، وإنما أيضا مع كل الدول التى تنتظم فى التحالف الذى تقوده السعودية ضد قطر.
وتابع: "أعرب قرا فى الحوار عن سعادته لأن السلوك العربى الرسمى وبالأخص السعودى، يدلل على أن القضية الفلسطينية أصبحت تحتل المرتبة الثالثة على جدول أعمال العالم العربى، منوها إلى أنه بالنسبة للسعودية والدول التى تسير فى ركبها فإن مواجهة إيران والتصدى للإرهاب السُّنى أصبحت تتقدم على القضية الفلسطينية. وأن وسطاء أمريكيين يعكفون فى الوقت الحاضر على إعداد صيغ تضمن إقامة علاقات دبلوماسية علنية بين تل أبيب والرياض. وضمن الخطوات التى تدرس الآن كمقدمة لاستئناف العلاقات السماح لرجال الأعمال والشركات الإسرائيلية بالعمل داخل المملكة".
وكشف "هويدي" ما ذكرته صحيفة «يسرائيل هيوم» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، التي توصف بأنها البوق المعبر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) والتي أكدت أن وضع نظام الحكم فى السعودية فى الوقت الحاضر يسمح بتحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، كما كتب البروفيسور إبراهام تسفى معلق الصحيفة للشئون الأمريكية أن «الانقلاب الذى حدث على سلم الأولويات فى السعودية يمثل فرصة لإسرائيل يتوجب استغلالها، سيما عشية قدوم مستشار ترامب وصهره كوشنر ومبعوثه للمنطقة جيسين جرينبليت.
واعتبر بن تسفى أن شعور نظام الحكم فى السعودية بأنه مهدد من قبل إيران يسهل على إدارة ترامب ممارسة الضغوط من أجل تحقيق تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين. ونوه إلى أن التحولات المتلاحقة التى شهدتها المنطقة منذ شرعت الرياض فى حملتها ضد قطر تفتح المجال أمام مطالبة السعودية بتطبيع كامل مع إسرائيل".
وأضاف بن تسفى أن خروج السعودية من الخزانة وعدم ترددها فى تحدى إيران علنا، وكذلك استهداف قطر يمنح ترامب القدرة على مطالبة السعودية بالالتزام بخطوات تطبيعية لبناء الثقة تجاه إسرائيل.
وقال هويدي: "إننا لا نستطيع أن نسلم بهذا الكلام الذى يخرج من إسرائيل، لكننا لا نستطيع أن نتجاهله، أولا لأننا بصدد معلومات إذا لم يتم نفيها فإن ذلك سيكون دليلا على صحتها. وثانيا لأن الإعلام السعودى تجاهل كل ذلك الكلام وسكت عليه. وثالثا لأن القرائن المتوافرة من مختف المصادر تدل على أن الكلام له أصل، تماما كما أنه ليس هناك دخان من دون نار كما يقال".
واختتم هويدي مقاله قائلا: "إن الأحداث المثيرة تتلاحق فى العالم العربى. ويبدو أننا نؤهل لمزيد من الصدمات والفواجع. وإذا وصل بنا الحال إلى أن عدو أمتنا يسر لما يحدث فى بلادنا، فمعنى ذلك أننا تنكبنا طريقا لا يرضى ضمير أمتنا".