محللون روس: “النفعية” شعار “الكرملين” من الأزمة الخليجية

- ‎فيعربي ودولي

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

قال يوري بارمين، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، في مقال منشور على موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن الموقف الروسي من حصار الرياض والمنامة وأبو ظبي والقاهرة لدولة قطر، يقوم على "النفعية"، ويتعارض مع توجهات ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان.

 

ورأى الكاتب الروسي أن الكرملين" يهتم ببقاء الوضع الراهن بين دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تغيب القيادة الواضحة، وتُوازِن الدول بعضها البعض. إذ ترى روسيا ميزة في الإبقاء على هذا التوازن ومنع بزوغ قطب تأثيري واحد يقوده ولي العهد السعودي الطائش عديم الخبرة".

 

وأضاف أن القيادة الروسية تتعاطف مع الدوحة، وتبدي استعدادها للمشاركة في الموقف القطري الدعائي عبر الانخراط في موجة من المقابلات الدبلوماسية مع المسؤولين القطريين، بينما تتجنب نظراءهم السعوديين تمامًا، والسبب، هو أن الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بالنسبة للروس؛ هي محاولة لتغيير الوضع الراهن وخلق آخر تهيمن فيه الرياض إقليميًا. 

 

ضيق بمسار الرياض

 

وقال "بارمين" إن المملكة العربية السعودية تحمل عسكرتها المتزايدة -التي أصبحت ثالث أكبر الدول إنفاقاً على الدفاع- مخاطر متزايدة للمنطقة، كما تثير المخاوف بشأن مواجهة عسكرية محتملة بين السعودية وإيران، وهو ما لا ترغب موسكو في رؤيته.

 

وأضاف أن خطوات القيادة السعودية باتجاه تخفيف الوضع في الخليج وتصعيد الصراع مع قطر تمثل انتهاكاً خطيراً لتوازن القوى المفيد لموسكو، ما يمثل خطراً حقيقياً لمصالحها في المنطقة.

 

وعلى الرغم من الضيق الروسي بالمسار السياسي الذي تنتهجه الرياض، إلا أنها ستُبقي على حيادها في هذا النزاع، على الأقل علناً، خوفاً من رد فعل عنيف، وستلجأ إلى نهج الانتظار تجاه الشقاق الخليجي لرؤية ما سيحدث، بينما يسيطر عليها شعور بأن الناتج النهائي ما زال غامضاً.

 

غموض روسي

وعنون "يوري بارفين" مقاله بـ"سر الغموض الروسي بأزمة الخليج.. لماذا استقبلت موسكو مسؤولين قطريين بينما لم تفعل مع السعوديين؟".

 

وأضاف أن الموقف الروسي تجاه الأزمة القطرية غامضًا، وبينما تبدي بعض الحياد فإنه كان لافتا أن موسكو استقبلت مسؤولين قطريين بينما في سياق الأزمة فإنها لم تفعل مع السعوديين.

 

وتابع "عقب اندلاع الأزمة في الأيام الأولى لشهر يونيو 2017 كان رد الفعل الروسي ميالا للحياد ومؤكدا أن مواقف الدول الأربع لن تؤثر على علاقتها بقطر ، إذ قال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أول تعليق للكرملين على الأزمة الخليجية القطرية، إن موسكو "لا تتدخل في شؤون دول أخرى، ولا في شؤون دول الخليج، لأنها تقدر علاقاتها مع الدول الخليجية مجتمعة ومع كل دولة على حدة".

 

ثبات الرؤية

وبتصريحاتها وتحليلات باحثين روس اعتادوا خدمة مواقف بلادهم بشكل غير مباشر، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف، إن موسكو "تدرس بعناية المعلومات التي تتحدث عن دعم الدوحة المزعوم للإرهاب." مضيفا أن العلاقات مع الدوحة "لن تشهد أي تغيرات، مؤكدا أن موسكو لديها استقلالية في تطوير سياساتها تجاه العلاقات الدبلوماسية مع قطر".

وكان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد أعلن في بداية الأزمة أن روسيا وإيران عرضتا تقديم مساعدات غذائية إلى بلاده، مشيرا إلى أن الدوحة لا تحتاج حتى الآن إلى ذلك.

 

واعتبر يوري أن موسكو ترى في محمد بن سلمان شريكاً مناسباً "اقتصاديًا" لموسكو، ولكن نهجه "المغامر والمفتقر للخبرة" يشكل "تهديداً" لمصالحها في المنطقة، ما يدفعها لأن تُبقي موقفها من الأزمة الخليجية الراهنة "غامضاً" إلى حين.

واتسمت العلاقات الروسية بالممالك الخليجية، خاصة السعودية وقطر، بالاضطراب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. إذ اتهمتهم موسكو بوضوح برعاية المتمردين في شمال القوقاز، وكافحت للسيطرة على الروابط التي جمعت بين الجمهوريات الإسلامية ودول الخليج.

 

قطر شريك اقتصادي

وكشف موقع "بلومبيرغ" من خلال معلقه الإخباري ليونيد بيشردسكين في مقالً تحليلي أنه "مع أن قطر كانت لديها علاقة عدوانية مع روسيا؛ بسبب سوريا، وللدعم الذي تقدمه لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إلا أن العلاقة الآن دافئة أكثر من وقت مضى؛ لأن البلدين يعدان متنافسين في سوق الغاز".

 

وذكر بيشردسكين أن "روسيا عانت في العام الماضي من سد العجز في الميزانية، فقدمت لها قطر 2.8 مليار دولار من الصندوق السيادي القطري؛ من أجل شراء حصة 19.5% في الشركة التي تملكها الدولة (روسنفت)، وانضمت قطر لمجموعة من الشركات، مثل (غلينغور)، التي ساهمت بـ300 يورو، وبنك (إنتستا باولا)، الذي قدم قرضا بقيمة 10.2 مليار يورو، وهذا يعني أن قطر حصلت على حصة كبيرة من (روسنفت)، في وقت كان فيه بوتين بحاجة للمال، وللاعتراف بأن نظامه لا يعاني من عزلة دولية".