كتب يونس حمزاوي
على وقع الغضب العارم بين الأقباط على خلفية التفجير الذي تم داخل الكنيسة المرقسية بالكاتدرائية بحي العباسية بوسط القاهرة، وأسفر عن مقتل نحو 30 قتيلا وإصابة العشرات؛ اشتبك العشرات من المتظاهرين الغاضبين في محيط الكاتدرائية مع قوات الأمن، اليوم الأحد، وسط هتافات بسقوط النظام ودعوات لإقالة وزير الداخلية بحكومة الانقلاب مجدي عبد الغفار.
واعتدى عدد من المتظاهرين على بعض المسئولين المتواجدين بمكان الحادث، وسط هتافات "فين الأمن، وفين السيسي؟!"، و"الداخلية بلطجية"، و"اقتل واحد اقتل مية.. عمر ماهتنسونا القضية"، و"ارحل يا وزير الداخلية، ارحل يا وزير الحرامية"، و"الشعب يريد إسقاط النظام".
منع وزير الداخلية من الدخول
ومنع أهالي الضحايا وزير الداخلية من المرور إلى داخل الكنيسة، وسط هتافات "ارحل.. ارحل"، في إشارة إلى تحميله مسئولية التفجير.
وظهرت عدة مشاحنات خلال الوقفة أمام الكاتدرائية مع قوات الأمن، التي فرضت طوقا أمنيا في محيط الكنيسة، وحول المتظاهرين.
وشهدت مصر في عهد وزير الداخلية الحالي، سلسلة من محاولات الاغتيال وعدة تفجيرات، وارتبط اسم عبد الغفار بانتهاكات وممارسات أمنية وتصفيات جسدية، أسفرت عن مقتل مواطنين.
امراة وراء الانفجار
وبحسب صحيفة "صنداي إكسبريس" البريطانية، ففي البداية رجحت المصادر اﻷمنية أن الانفجار وقع خارج الكاتدرائية الأرثوذكسية في العباسية، قبل أن تعود وتؤكد وقوع الانفجار داخل الكنيسة خلال الصلاة.
ونقلت الصحيفة، عن المصادر قولها، إن" امرأة مجهولة وضعت القنبلة داخل الكاتدرائية قبل أن تنفجر عن بُعد".
وأوضحت أن لقطات الفيديو من مكان الحادث تظهر أن أجزاء من الكاتدرائية أصبحت ركاما،
وحتى اﻵن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الانفجار.
اتهامات للسيسي بالتخاذل
من جانبها، توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تفاقم الأزمة بين السيسي والأقباط على خلفية التفجير، وقالت في تقرير لها، اليوم الأحد، «"التفجير الذي وقع اليوم اﻷحد في كنيسة ملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، يصعّد من غضب المسيحيين على النظام وعبد الفتاح السيسي الذي يتهمونه بالتخاذل في حمايتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجار وقع داخل قاعة صلاة السيدات في كنيسة القديس بطرس، بحسب وسائل الإعلام الرسمية، ووصفه البعض بأنه زلزال وقع خلال العظة الأسبوعية، وفي يوم عطلة وطنية للاحتفال بذكرى المولد النبوي.
مطالب برحيل السيسي
وبحسب الصحيفة، فإن عدم وجود ملاحقة قضائية لمن يقف وراء هجوم كنيسة القديسين في اﻹسكندرية، الذي وقع في 2010 خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، دفع البعض للقول، إنها مؤامرة دبرها النظام لتحويل الأنظار عن تصاعد الغضب الشعبي بسبب حكمه.
وبعدها بأيام، بدأت ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك، ومنذ ذلك الحين كانت هناك مواجهات متفرقة لكنها دامية بين المسلمين والأقباط.
وفي أكتوبر 2011، قتل 28 شخصا عندما اقتحم الجيش مظاهرة سلمية في القاهرة للأقباط الذين كانوا يتظاهرون على هدم كنيسة.
وبعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، في 2013، وهي الخطوة التي دعمها اﻷقباط، وعد عبد الفتاح السيسي الأقباط بحمايتهم.
ومنذ ذلك الحين، اتهم النشطاء الأقباط قائد الانقلاب السيسي بتجاهل مطالبهم للحصول على الأمن، وتخفيف اﻹجراءات الصارمة لبناء الكنائس.
وعقب انفجار اليوم، تعالت اﻷصوات التي تطالب السيسي بالرحيل، ومن بينها "طول ما الدم المصري رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس".