..و20 مليار دولار ذهبت دون جدوى
كتب- رانيا قناوي:
كشف المحلل السياسي والأكاديمي الإماراتي البارز، عبد الخالق عبد الله، مستشار ولي عهد أبو ظبي، أن هناك حالة من "الإحباط والاستياء" الخليجي من أداء نظام الانقلاب تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، داخليًّا وخارجيًّا، موضحًا أنه "بات يمثل عبئًا سياسيًّا وماليًّا يصعب تحمله طويلاً"، في الوقت الذي استبعد فيه التخلي عن مصر رغم الظروف الحالية لما تمثله من أهمية، وهي قادرة على تجاوز عثراتها.
وقال مستشار ولي عهد أبو ظبي، خلال حديثه لوكالة "الأناضول"، إن حجم المساعدات الخليجية لمصر، منذ انقلاب يوليو 2013، تجاوزت 20 مليار دولار أمريكي، لكنها لم تنعكس بالإيجاب على المستوى المعيشي للشعب المصري.
وبرر المحلل السياسي الإماراتي مساعدات دول الخليج لنظام الانقلاب بأن الخليج حريص على استقرار مصر، وملتزم بدعم القاهرة بكل ثقلها السياسي والمالي، لكن في الوقت نفسه ميزانية الدعم ليست مفتوحة، وهناك جهد لتنويع مصادر مساعدة مصر، مثل دخول صندوق النقد الدولي على الخط، وربما الصين أو الولايات المتحدة .
وحصلت مصر في 11 نوفمبرالماضي، على 2.75 مليار دولار قيمة الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي، البالغ 12 مليار دولار على مدار ثلاثة أعوام.
وقال مستشار ولي عهد أبو ظبي، إنه "يومًا بعد آخر يتصاعد شعور الإحباط تجاه أداء النظام في مصر، وتحوله إلى عبء سياسي ومالي يصعب تحمله طويلاً"، موضحاً أن "دول الخليج استثمرت أكثر من 20 مليار دولار خلال فترة قصيرة، وهو مبلغ تم اقتطاعه من ميزانيات دول الخليج، في ظل انخفاض أسعار النفط، إذ إن دول الخليج كانت بحاجة لهذه المبالغ أكثر من أي وقت آخر، ليس فقط داخليًّا، ولكن أيضًا لمواجهة أعباء الحرب في اليمن".
وقال إن "دول الخليج بدأت تثار فيها تساؤلات حول: كم سنصرف؟.. كم سننفق؟ كم سنساعد؟.. لكن مصر أهم من أن تتخلى عنها دول الخليج؛ فاستقرار مصر من استقرار دول الخليج، وانتعاشها وقوتها قوة إضافية لدول الخليج".
وعزا أسباب الإحباط، وفق المحلل السياسي الإماراتي تتلخص في "الأداء الذي لم يتحسن ولم يصل إلى مستوى التوقعات مع بداية نظام السيسي (قبل أكثر من عامين)، فالأوضاع بدلاً من أن تتحسن ظلت على ما هي عليه، وأحياناً في تراجع".
كما تحدث عن "انتشار الفساد بنسب أعلى من أي وقت آخر، ويبدو أنه لا توجد نية للتعامل مع هذا الوباء الذي استشرى في النظام… دول الخليج أعطت وقدمت واستثمرت الكثير، بل أكثر مما كان متوقعاً، ولكن لم تجد نتائج ملموسة على الشعب المصري، وفي المؤسسات، والاقتصاد، والوضع المعيشي".
و تابع بقوله إنه "بعد سنتين من استثمارات ومساعدات دول الخليج (في مصر)، لم تأت نتائج ملموسة، وهذا يضيف إلى رصيد الإحباط من أداء النظام في مصر"، موصحا أن الإحباط الخليجي لا يقتصر على أداء النظام المصري داخلياً فحسب، إذ كشف المحلل السياسي الإماراتي عن "استياء يتصاعد من الدبلوماسية المصرية، التي يصعب تحقيق حد أدنى من التنسيق معها تجاه قضايا مصيرية".
وقال "كان متوقعاً أن يكون هناك حد أدنى من التوافق والتنسيق في القضايا المصيرية، لكن لم نصل إلى هذا الحد بين أهم الأطراف العربية حالياً: الرياض، والقاهرة، وأبو ظبي، العواصم التي تمثل الاعتدال العربي حالياً.. هذا الحد من التنسيق، أصبح ضائعاً وغير متبلور.. ومن هنا الاستياء.. فمثلاً هناك قضية سوريا ومواجهة إيران، توجد مؤشرات مختلفة وأحياناً متناقضة في سياق غزل ما يدور بين القاهرة وطهران، فضلاً عن عدم وضوح موقف مصر بشكل حازم تجاه التمدد الإيراني (في العالم العربي)".