هددت باللجوء للاتحاد الأوروبي.. إيطاليا: تبرئة ضباط السيسى من تهمة قتل “ريجيني” غير مقبولة

- ‎فيعربي ودولي

وصفت الحكومة الإيطالية قرار النائب العام بسلطة الانقلاب في مصر تبرئة خمسة من ضباط الشرطة بسبب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بأنه "غير مقبول"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء بيان نيابة الانقلاب بعد نحو ثلاثة أسابيع من إعلان النيابة الايطالية اعتزامها توجيه الاتهام إلى أربعة من رجال الأمن المصريين بتهمة تعذيب وقتل جوليو ريجيني.

غير مقبول 

وقالت وزارة الخارجية الايطالية في بيانها إن "تصريحات النيابة العامة المصرية غير مقبولة".
وقالت إنها "ستواصل العمل على جميع المستويات، بما في ذلك من خلال الاتحاد الأوروبي، من أجل أن تظهر أخيرا الحقيقة حول مقتل جوليو ريجيني الوحشي".
وأضاف البيان: "نأمل أن يشاطر المدعي العام المصري هذا الإصرار على الحقيقة وان يقدم كل تعاون ضروري إلى النيابة العامة في روما".
وفي 10 ديسمبر، قالت المدعية العامة الإيطالية ميشيل بريستيبينو أمام لجنة برلمانية في روما إن هناك "عناصر دليل هام" على تورط رجال الشرطة المصرية، وأضافت: "سنطلب البدء في دعوى جنائية تتعلق ببعض عناصر أجهزة الأمن المصرية.. نحن مدينون لذكرى جوليو ريجيني".
وكان "ريجيني" يبحث في الموضوع الحساس للمنظمات العمالية في مصر عندما اختفى. كما كتب مقالات تنتقد حكومة الانقلاب تحت اسم "قلمي".
وأغلقت نيابة الانقلاب رسميا تحقيقاتها في مقتل جوليو ريجيني، رافضة نتائج النيابة الإيطالية التي اتهمت أربعة مسؤولين أمنيين مصريين باختطاف وتعذيب طالب الدكتوراه الإيطالي في عام 2016.
واتهمت إيطاليا رسميا أربعة مسؤولين أمنيين مصريين، بينهم اثنان من جهاز الأمن الوطني، في مطلع ديسمبر، واتُهم الرجال الأربعة باختطاف ريجيني، الذي عُثر على جثته على طريق سريع في القاهرة في فبراير 2016 وتظهر عليه علامات التعذيب. وأحد المشتبه بهم، واسمه مجدي إبراهيم عبد الشريف، متهم بأذى جسدي خطير.
وأمهل الادعاء الإيطالي الرجال الأربعة 20 يوما للرد على هذه الاتهامات، وفي يوم الموعد النهائي، أغلقت النيابة العامة المصرية تحقيقاتها رسميا، بعد تعليقها عندما نشرت النيابة العامة في روما النتائج التي توصلت إليها.
وهزت جريمة اغتيال "ريجيني" العلاقات الدبلوماسية الإيطالية المصرية، ما أدى إلى استدعاء السفير الإيطالي في القاهرة لفترة وجيزة، وقيادة دعوات لتعليق مبيعات الأسلحة التي قدمتها البلاد إلى مصر. وكان المحققون في روما أعلنوا في وقت سابق أن ريجيني تعرض لرفاق "في شبكة عنكبوت" نسجها رجال الأمن المصريون.
ومن المتوقع أن تندلع التوترات مرة أخرى مع محاكمة المسؤولين الأمنيين الأربعة في عام 2021، ومن المتوقع أن تتم غيابيا.
وفي بيان طويل يوم الأربعاء، رد الادعاء المصري على النتائج التي توصل إليها نظراؤهم الإيطاليون، فضلا عن التحقيق الذي استمر خمس سنوات في مقتل ريجيني.

استنتاجات خاطئة

وزعمت النيابة أن النتائج التى توصل إليها المحققون الإيطاليون كانت نتيجة "استنتاجات خاطئ"، قائلين إن اتهامات روما تفتقر إلى الأدلة، وزعموا أن مقتل ريجيني كان نتيجة "أطراف معادية" مجهولة تسعى إلى دق "إسفين" بين العلاقات الإيطالية المصرية، كما يتضح من اكتشاف جثة ريجيني بالقرب من المؤسسات الأمنية التي يديرها جهاز الأمن القومي في يوم كان يزور فيه وفد إيطالي مصر.
كما اتهم البيان والدي "ريجيني" بإزالة أدلة مثل كمبيوتر ابنهما المحمول من شقته في القاهرة قبل أن يتمكن المحققون المصريون من فحصه، وادعى أن المملكة المتحدة وكينيا تجاهلتا طلبات مصر للحصول على تفاصيل شهادة الشهود الرئيسية المقدمة للإيطاليين.
وورد أن أحد الشهود الرئيسيين الثلاثة الذين استشهدوا بأقوالهم من قبل النيابة العامة في روما، والمعروف باسم غاما، قال للمحققين إن أحد الضباط المتهمين سُمع في مؤتمر أمني في نيروبي يقول لضابط آخر: "لقد اختطفنا ريجيني. كنا نظن انه جاسوس بريطاني".

شهود آخرون 
وقال شهود آخرون للمحققين الإيطاليين إنهم رأوا ريجيني في مركز شرطة بالقاهرة، وفي لاظوغلي. ومع إغلاق تحقيقاتها الخاصة، حاولت النيابة المصرية تأطير أنماط سلوك ريجيني، والبحث في النقابات ومصادر التمويل الأكاديمي والأنشطة على أنها مشبوهة، لكنها لم تقدم أي معلومات عن المسؤول النهائي عن وفاته.
وقالوا إن "سلوك الضحية وتحركاته غير العادية لم تكن خافية " ، مشيرين إلى تفاصيل رحلاته السابقة إلى تركيا وإسرائيل ، وهما دولتان غالبا ما ينظر إليها على أنها عدوة داخل المؤسسة الأمنية المصرية .
وأضافوا "على الرغم من هذا السلوك غير العادي، أكد التحقيق أن أفعاله لا تشكل تهديدا للأمن القومي".
وانتقد والدا ريجيني طريقة تعامل مصر مع القضية في أوائل ديسمبر. وأضافوا "خلال هذه السنوات الخمس، تغلب علينا السخط بسبب المظالم التي لا تحصى من جانب السلطات المصرية".

https://www.france24.com/en/live-news/20201231-rome-slams-egypt-decision-to-clear-police-in-italian-s-murder