صحف صفراء ودعم الجيش وجبهة إنقاذ علمانية.. هكذا تُثبت مؤسسات الدولة العميقة أركان انقلاب “سعيد”

- ‎فيعربي ودولي

فيما يشبه الهذيان أو أفلام الغرب الخيالية، نشرت جريدة الأنوار التونسية 27 أغسطس 2021 فيلما خياليا زعمت أنه تحقيق صحفي يكشف أن "الرئيس قيس سعيد نجا من مخطط لاغتياله تورطت فيه إسرائيل وتركيا و وجماعات إخوانية في ليبيا وتونس".

الغنوشي خطط مع إسرائيل وتركيا لاغتيال الرئيس ووزير الصحة السابق يُهرّب أسلحة تركيا إلى ليبيا وصاروخ أرض جو وقاعة عمليات في تركيا وتورط الموساد وأسماء إخوانية متورطة، هذه ليست طرفة كتبها هاوٍ على أحد مواقع التواصل، بل هي عينة من عناوين لصحف تونسية رصينة تحولت لصحف صفراء تستهدف خصوم الرئيس التونسي.

تحرك الصحف التونسية بالتزامن مع دعم الجيش والشرطة لخرق الرئيس التونسي للدستور بتجميده البرلمان واعتقال نواب وتغيير قوانين، وتشكل شبه جبهة إنقاذ علمانية تونسية على الطريقة المصرية تدعم قرارات الرئيس الانقلابية، تبدو خطوات مشبوهة على الطريقة المصرية لتثبيت أركان انقلاب "سعيد".

صحيفة الأنوار العريقة نشرت، تحقيقا هو أقرب لسيناريو فيلم خيال علمي من الدرجة الثالثة يتحدث عن "إجراء زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، اتصالات بأطراف من تركيا وجماعة الإخوان والموساد الإسرائيلي للتحضير لمخطط اغتيال الرئيس قيس سعيد عبر صاروخ أرض جو وصل إلى مدينة جربة يوم 8  مايو 2020 ضمن شحنة أسلحة تركيا، وانتقل للعاصمة التونسية".

صحيفة أخرى هي الشروق المعروفة، والتي تشير في صدر صفحتها الأولى إلى أنها الأوسع انتشارا في تونس، نشرت قبل أيام تقريرا يتهم وزير الصحة السابق والقيادي في حركة النهضة، عبد اللطيف المكي، بتهريب أسلحة تركية إلى ليبيا على أنها أدوية خلال وجوده على رأس الوزارة عام 2020، وهو ما دفع المكي إلى مقاضاة الصحيفة، والتي اتهمها بالإساءة لقطاعي الصحة والأمن، معتبرا أنها "أكبر جريدة تآمرت على أحلام التونسيين مع الأنظمة المستبدة المتساقطة، في إشارة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي".

بالتزامن مع هذا تتحرك عدة أطراف داخلية محسوبة على التيار العلماني لدعم قرارات سعيد الانقلابية كراهية في الإخوان وحزب النهضة في تكرار لنفس السيناريو المصري، ويتفاعل معها الرئيس سعيد مطالبا بتفويض ضمني شاهرا سلاح التطهير ومعلنا أن "مؤسسات الدولة السياسية وعلى رأسها البرلمان تمثل خطرا على الدولة".

تحرك مؤسسات الدولة العميقة لدعم انقلاب سعيد وتثبيته جاء بالتوازي مع محاولات شيطنة النهضة والإخوان على الطريقة المصرية والحديث عن سعيهم لاغتيالات والاستعانة بقوى خارجية مثل حماس وتركيا وحتى الموساد الإسرائيلي".

 

صحف صفراء تدعم الانقلاب

تقول الصحيفة، التي تتحدث عن “قاعة عمليات في تركيا لتنفيذ المخطط، وشبكة من عناصر موساد دخلوا تونس لتنفيذه”، إن "الرئيس قيس سعيد تحاشي ركوب الطائرة بعد زيارته الأخيرة لفرنسا بعد علمه بهذا المخطط كما قام بعزل والي مدينة بن عروس المتاخمة للعاصمة بعد “تورطه” بالمخطط، فضلا عن زيارته الأخيرة لمطار قرطاج لتأمينه من أي هجمات محتملة".

أما عن كيفية كشف المخطط المزعوم، فتقول الصحيفة إن "هذا الأمر تم بالصدفة وذلك بعد تفكيك الحاسوب الشخصي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي يحتوي على معطيات في غاية الخطورة تتعلق بمنظومة الأمن القومي التونسي".

لذلك أعلنت حركة النهضة التونسية "مقاضاة صحيفة الأنوار بعدما اتهمت رئيس الحركة راشد الغنوشي بـالتخطيط لاغتيال الرئيس قيس سعيّد بالتعاون مع تركيا وإسرائيل، في وقت عبرت فيه أربع هيئات تونسية عن رفضها إغلاق مقر هيئة مكافحة الفساد".

وبعدما زعمت الصحيفة أن "الغنوشي أجرى اتصالات مع ثلاثة أطراف سياسية هي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعيم جماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير المقيم في لندن، إلى جانب جهاز الموساد الإسرائيلي من أجل تنفيذ المخطط، فيما تحاشى الرئيس سعيّد بعد اطلاعه على مخطط الاغتيال ركوب الطائرة بعد زيارته الأخيرة لفرنسا بعد علمه بهذا المخطط، كما قام بعزل والي مدينة بن عروس المتاخمة للعاصمة بعد تورطه بالمخطط، فضلا عن زيارته الأخيرة لمطار قرطاج لتأمينه من أي هجمات محتملة".

 

تآمر مع الأنظمة المستبدة

كذلك أعلن حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال، وهو من أشد المعارضين للرئيس سعيد وإجراءاته الاستثنائية الأخيرة، أنه "تقدم بشكوى قضائية ضد صفحة اجتماعية بعنوان تونس السياسية، قال إنها “ترفع لواء مساندة قيس سعيد وتستعمل الكذب والتشويه والتزوير والتشهير والتحريض ضد كل من ينتقده أو ينتقد انقلاب 25 يوليو".

واتهم حزب العمال الصفحة المذكورة بـ”ترويج الأخبار الزائفة والإيهام بجريمة التصريح بأمر مُوحش ضد رئيس الجمهورية في علاقة بمعطياته الصحية والشخصية ،وقد ادعت في مناسبة أولى أن الأمين العام لحزب العمال صرح بـأن الجيش فاسد والأمن فاسد ويوسف الشاهد أرجل من قيس سعيد. كما ادعت في مناسبة ثانية بأن حمة الهمامي هدد قيس سعيد، في حوار نُشر بموقع “جدلية” البريطاني، بإجباره على الرحيل ووصفه بـالدكتاتور السفاح كما تعرض لوضعه الصحي ونعته بالمتوحد".

مشكلة تونس هي نفس مشكلة مصر وهي الإبقاء علي رموز الدولة العميقة كما هم دون استئصال بعد الثورة فبقي رموز من الجيش والشرطة يعادون الثورة والتيار الإسلامي ويدعمون أي انقلاب واستمرت الصحف الصفراء في التواجد وتلقي التمويل من الإمارات لدس السم في العسل وبقي سياسيون مرتشون مثل عبيرموسي عضو حزب بن علي الهارب يثيرون الفوضى في البرلمان لتهيئة الأجواء لتجميد الرئيس سعيد لعمله، وما لم يتم التخلص من هذه الرموز العميقة لم يُكتب لربيع تونس ولا أي دولة أن يكتمل.