تجدد تصريحات المنقلب حول تعديات الأراضي الزراعية.. ومراقبون: طريق (شبرا-بنها) نموذج لتبوير مئات الأفدنة

- ‎فيأخبار

في تصريحات مغايرة للواقع كالعادة، هاجم المنقلب السفيه عبدالفتاح السيسي التعديات الخرسانية التي أقامها آلاف المصريين حول الطريق الدائري وكأنه يهددهم بهجمة باطشة كالتي سبقت صيف سبتمبر 2019، في أزمة مخالفات البناء التي جعلت غضب المصريين في ذروته.
السيسي وهو يتحدث لائما على الشعب، دمر في القاهرة والجيزة مساحة من اللون الأخضر بين أشجار معمرة وحدائق في أرقى المناطق بالعجوزة ومصر الجديدة والمعادي والزمالك، وفوق أنها كانت دمارا للبيئة، إلا أنها كانت تدميرا لتاريخ مصري وللرؤية الحضارية لمصر، كانت البدائل عن القطع متوفرة.

 


طريق شبرا- بنها
وفي صيف 2017، أعلنت صحف محلية في أغسطس من هذا العام قرارا من حكومة السيسي بتبوير أراضي طريق "شبرا – بنها" الجديد لتحويلها لمبانٍ سكنية تبوير الأراضي الزراعية حول طريق شبرا ـ بنها الجديد.
ويمتد طريق "شبرا ـ بنها" الجديد بطول 40 كم، وظلت وزارة النقل تؤجل البدء في تنفيذ الطريق الجديد منذ عام 2008 بسبب مشكلات نزع الملكية والتمويل المطلوب، وتطلّب المشروع نزع ملكية 800 فدان أراضي زراعية كخطوة أولى ووصلت قيمة التعويضات التي دفعتها وزارة النقل بحكومة الانقلاب إلى الأهالي المتضررين إلى 1.7 مليار جنيه، بحسب تصريحات رسمية.
الطريق علاوة على ما تم نزعه حوله السيسي اليوم إلى أرقام جديدة من الأراضي التي تم تبوريها على غرار الكوبري الدائري فظهرت مئات العقارات على أراضٍ زراعية على جانبي الطريق، وبدأ بعض ملاك الأراضي الزراعية الواقعة بمحازاة الطريق الجديد في تبوير أراضيهم استعدادا لتحويلها إلى أراضٍ سكنية.

كوارث ملء السد

ومن كارثة سد النهضة التي لا ينشغل بها السيسي مقارنة بانشغاله بمياه الصرف الصحي والآراضي الزراعية التي كان أول من اقتنصها لمشروعاته، ومن آثار نقص المياه الناجمة عن السد ؛ تبوير مايقرب من 5 مليون فدان صالحة للزراعة من أصل 9 مليون فدان يعني حوالي 67% من مساحة الأراضي الزراعية في مصر، ما يعني بحسب مراقبين؛ نقص في الحصيلة الزراعية على المستوى المحلي وتصدير الخضر والفاكهة وشركات صناعة المواد الغذائية.

مدن جديدة
وتحرم حكومة السيسي نحو 100 ألف مواطن اشتروا بالفعل أراضي في الظهير الصحراوي "العبور الجديدة" منذ أكثر 15 عاما، إذ بهم يتفاجئون بأن الجيش والسيسي يمنعهم من البناء بأكثر من حجة وأخرها دفع مبالغ.
كما أن دعوى السيسي بالاتجاه للظهير الصحراوي باطلة فالظهير الصحراوي في طنطا تركه السسيي وقام بتبوير 298 فدانا من أجود الأراضي الزراعية في الغربية لإنشاء طنطا الجديدة.
كما أهلك السيسي مزارع الخضر الطماطم والبطاطس في سيناء ومزارع الخوخ والزيتون في الشيخ زويد ورفح والعريش، بدعاوى باطلة.

 

المركز الأول
كشف تقرير رسمي حديث صادر عن الإدارة المركزية لحماية الأراضي بوزارة الزراعة في 2015، عن ارتفاع التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة لمليون و383 ألف حالة، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين، ووفقا لتقرير للأمم المتحدة مؤخرا، حصلت مصر بلا منافس على المركز الأول في التصحر.

وقال الباحث في مركز بحوث الإسكان والبناء الدكتور أحمد نور الدين إن "مصر أمام كارثة بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكن اختصارها في ظاهرة البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدا أنه على الرغم من كارثية الأرقام، إلا أن تلك الأرقام ليست دقيقة، خصوصا أن هناك قرى ومدنا بعيدة لم تصلها بعد أيدي الإحصائيين".

وكانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الزراعية، قد أكدت أن "مصر تستورد نحو 65% من غذائها، ضمنها نحو 9 ملايين طن من القمح و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن ذرة فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن من الزيت أو أكثر، ونستورد أيضا ثلث حاجاتنا من السكر".

أما الخبير الزراعي وصاحب مبادرة "أوقفوا زحف الأسمنت الدكتور أيمن نبوي، فيقول إن "ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية، تعد من أبرز المخاطر البيئية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قالت إن "هناك 3.5 فدان يتم تبويرها في مصر كل ساعة، مما يعني أنه بعد سنوات قليلة لن تجد مصر الأراضي الزراعية التي توفر الغذاء لملايين المصريين".

أهداف مخفية
في سبتمبر الماضي، قال السيسي "كل التعديات على الأراضي الزراعية والترع في آخر ٣٠ سنة سيتم إزالتها خلال ٦ شهور  وسيتم وقف أي دعم مقدم من الحكومة لمن يتعدى على الترع والجسور والأراضي الزراعية وأراضي الدولة لحين إزالة تعديه".
وأضاف إحنا مش بنتحايل على حد ، خلال 6 شهور أخد تمام كل التعديات على الأراضي الزراعية والترع والجسور تتشال، وإن تطلب الأمر نزول الجيش واستخدام كافة المعدات 10 آلاف معده لتنظيف كافة التعديات، ورجوع الأمر لـ 30 سنة فاتت".
وأعتبر مراقبون أن ما يردده السيسي، تكرارا شبه مطابق لما حدث في أزمة مخالفات البناء صيف 2019.