حرمان تلاميذ الصف الرابع من الإجازة.. دلالات قرار “شوقي” تخفيف المناهج

- ‎فيتقارير

قرار وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب طارق شوقي يوم الخميس 30ديسمبر 2021م، بتخفيف منهجي العلوم والحساب لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي يحمل وجهين متناقضين: الأول أن القرار يمثل بشرى سارة للتلاميذ وأولياء الأمور وحتى للمدرسين الذين لم يتلقوا تدريبا على كيفية التعامل مع المنهج. أما البعد الثاني فإن القرار يمثل برهانا على فشل وزير التعليم وطاقمه الفني والإداري؛ ذلك أن تعليل الوزير بتخفيف المناهج ارتبط بأن منهج التيرم مقدر في 6 شهور وليس ثلاثة شهور لأن هذا المنهج (عالمي) كان مخصصا للدول التي تستخدم العام الكامل.

من دلائل فشل الوزير أيضا قوله إنه سيتم استكمال تدريس محتوى مقررات الفصل الدراسى الأول فى المادتين فى الفصل الدراسى الثانى بعد منتصف العام الدراسى الحالى، ‫وستتم دراسة محتوى الفصل الدراسى الثانى على أن يتعلم التلاميذ منه أقصى قدر حتى نهاية العام، ثم يستكمل ما تبقى من مناهج الفصل الدراسى الثانى فى المادتين بعد الإجازة الصيفية‫. معنى ذلك أن تلاميذ العام الصف الرابع لن يحصلوا على إجازة صيفية؛ لأنهم سوف يستكملون ما تبقى من مناهج العلوم والحساب مع مناهج التيرم الثاني، وما تبقى من التيرمين سوف يتم تدريسه في الإجازة الصيفية بناء على تصريحات الوزير!!

تصريحات الوزير تثير كثيرا من الغموض والفوضى والارتباك؛ ذلك أنه  كشف أن الوزارة تبحث في زيادة عدد أيام الدراسة؛ مبررا ذلك بأن عدد أيام التعليم وحده يصنع فجوة تعليمية فى مصر لأن العام الدراسى قصير وهو 100 يوم وفى الدول الأخرى 180يومًا فأكثر، وبالتالى الطفل المصرى يفقد جزءًا مهمًا من التعليم الذى يحصل عليه نظيره فى دول أخرى بسبب طول فترة الإجازة.  لكن الوزير لم يوضح المقصود بالضبط، وهل يشير إلى أيام الدرساة كل تيرم أم عدد أسابيع الدراسة على مدار العام كله. يقول الوزير الفاشل إن قرار تخفيف منهجي العلوم والحساب تقرر لأن منهج الفصل الدراسى الأول يحتاج 180 يوماً لدراسته حيث تم وضعه طبقًا لمقاييس عالمية تناسب حجم العام الدراسى العالمى ولكن العام الدراسى فى مصر 100 يوم فقط.

وهو تصريح يدين الوزير وطاقمه الإداري والفني؛ إذا كيف يتم إقرار منهج لتلاميذ الصف الرابع خلال تيرم واحد ثم يكتشف الوزير والوزارة كلها أن  المنهج يتعين تدريسه في 180 يوما وليس 100 يوم فقط؟! أليس هذا دليلا على فشل الوزير والوزارة؟ ألا يستوجب ذلك مساءلة الوزير على هذا الخلل والفشل؟ ولماذا يسبغ جرنال الانقلاب عبدالفتاح السيسي مظلة حمايته للفاشلين من الوزرء والمسئولين؟

تداعيات تصريحات الوزير كارثية على ملايين الأسر؛  ذلك أن صعوبة المناهج  مع عدم تدريب المعلمين على طريقة تدريسها بطريقة صحيحة تدفع أولياء الأمور نحو الدروس الخصوصية في محاولة لتدارك الصعوبات وطول المنهج؛ الأمر الذي يستنزف المصريين ماديا ومعنويا.  أضف إلى ذلك أن مناهج الإنجليزي بالغة الصعوبة على أكثر من 90% من التلاميذ، لدرجة أن كثيرا من معلمي اللغة الإنجليزية يطلقون على الصف الرابع "رابعة طب" في إشارة إلى صعوبة المناهج. ويقسم كثير من المدرسين أن مناهج اللغة الإنجليزية بالصف الرابع كانت تدرس للمرحلة الثانية وتفوق حتى مستوى مناهج المرحلة الإعدادية.

معنى ذلك أن الحكومة تستهدف زيادة التخلف الدراسي وتسرب التلاميذ، وبالتالي تقليل أعداد التلاميذ القادرين على استكمال المراحل التعليمية وفقا لهذه المناهج الجديدة؛ وهو ما يتسق مع توجهات النظام نحو إلغاء مجانية التعليم على المدى المتوسط، فالنتيجة المترتبة على هذه السياسات هي قدرة نحو 10%  من التلاميذ على  استكمال العملية التعلمية وبذلك يزداد عدد المتسربين من التعليم ما يخفف مخصصات التعليم الجامعي لقلة عدد الملتحقين بالجامعات مع صعوبة المناهج الجديدة.

في السياق، أعلنت الوزارة عن إتاحة بث «حصص مراجعة» لجميع وحدات المناهج المقررة على الصف الرابع الابتدائى من خلال قطاع الجودة وتكنولوجيا المعلومات «الإدارة العامة للتعليم الإلكترونى» بالتعاون مع مركز تطوير المناهج وقطاع التعليم العام لدعم الطلاب وإرشادهم إلى التفوق فى ضوء منظومة التعليم الجديدة وذلك عبر الرابط:(https://stream.moe.gov.eg/).

وأضافت الوزارة أن «حصة المراجعة» تشمل مراجعة الشرح لكل وحدة تتبعها أسئلة تحقق معايير النظام الجديد، ويمكن للطلاب حلها وتصحيحها مباشرة من خلال التواصل المباشر مع المعلمين فى أثناء الحصة لتدريبهم عمليًا على أنواع الأسئلة من خلال الجدول المعلن على منصة البث المباشر.

ونفى الوزير وجود نماذج استرشادية لامتحانات نهاية العام للصف الرابع؛ مدعيا أنه يمكن اعتبار امتحانان الشهور نماذج استرشادية، معللا ذلك بأن نظام التعليم الجديد يستهدف المتعة والتعلم وليس الدرجات والامتحانات والنجاح والرسوب. وتستعد المديريات التعليمية لامتحانات التيرم الأول يوم  15 يناير 2022م، حيث تعقد الامتحانات في لجان تقول الوزارة إنها لجان مراقبة ومؤمنة بالإجراءات الاحترازية اللازمة لمكافحة وانتشار فيروس كورونا.