بسبب الفقر وغياب الرقابة.. “أغذية الرصيف” تقتل المصريين

- ‎فيتقارير

على امتداد أرصفة شوارع مصر تشاهد وترى معروضات من منتجات مختلفة الأشكال والأحجام، لكنها تتفق في أمر واحد هو أنها مجهولة المصدر والهوية، فلا يُعرف أحد لها جهة إنتاج أو تاريخ صلاحية.

كما تنتشر هذه المنتجات بكثافة في أسواق بواقي الطعام، التي يتم فيها تداول اللانشون وأجزاء الدواجن ومنتجات الألبان كالزبادي والزبدة الفلاحي والجبن بجميع أنواعها، بالإضافة للحلويات والشيكولاتة وحلوى الأطفال، ويدفع رخص ثمنها الكثيرين إلى شرائها، دون النظر إلى كونها مجهولة المصدر.

حكومة الانقلاب تتجاهل هذه المنتجات المضروبة، بل يسفيد العاملون في الأحياء من موظفي البلدية من هذا الوضع في الحصول على رشاوى، وكأنها تتآمر مع الباعة الجائلين والمنتجات مجهولة المصدر لقتل المصريين فلا وجود لرقابة تموينية أو صحية نهائيا، وليس هناك دور لمسئولي الأحياء ولا حملات تفتيش على تلك الأماكن .

 

رخيصة الثمن 

في سوق الجمعة بمنطقة إمبابة تنتشر منتجات مجهولة المصدر مثل البسكويت بالشيكولاتة، وبعض الحلوى مثل الكيك واللبان وتباع بأسعار تبدأ من جنيه واحد حتى خمسة جنيهات، وقال أحد البائعين إن “المنتجات مجهولة لكنها آمنة ولها تاريخ صلاحية، مؤكدا أن المواطنين يقبلون على شرائها ليس فقط لرخص ثمنها ولكن أيضا لجودتها”.

وأضاف، أبيع نصف كيلو البسكويت السادة بـ 5 جنيهات فقط والكيكة المغلفة بجنيهين، ويقبل عليها الزبائن لأنها أرخص من المنتجات المشهورة التي تعمل دعاية وإعلانات وهذا هو فرق التكلفة .

وقالت نهى علي إحدى الزبائن، إنها “تضطر لشراء المنتجات لأطفالها من الأسواق العشوائية، لأنها رخيصة، كما أنها منتجات كويسة رغم أنها مجهولة المصدر”.

وأضافت، أشتري البسكويت ونص كيلو كيك وشيكولاتة لأطفالي، ومبدفعش أكتر من 25 جنيه لكل الحاجات دي.

وقالت «أم عبدالرحمن» من زبائن السوق “أكتر حاجات بشتريها اليومين دول عشان المدارس الجبنة الرومي الكيلو بـ 25 جنيها وهي جبنة كسر لكنها كويسة والجبنة البيضاء الكيلو بـ 15 جنيها واللانشون وكسر الحلويات والبسكويت بالشيكولاتة كلها بواقي مصانع وشركات ومحلات مشهورة ونظيفه، أنا بشوف الصلاحية قبل ما أشتري وجربتها كذا مرة وطلعت كويسة .

 

سمن وزبدة

لم يتوقف الأمر عند منتجات الحلويات، بل امتد إلى بائعي السمن المجهول والزبدة، ويقف بعض الباعة واضعين السمن داخل حلل معدنية كبيرة ومغطاة بكيس صغير، ويبيع الكيلو داخل السوق بـ 20 جنيها، رغم أن سعر الكيلو بـ 150 جنيها، وبينما يستغرق البائع في المناداة لبضاعته، يقوم أحد الزبائن في الأربعينيات من عمره بالوقوف والشراء منه قائلا “اوزن لي 2 كيلو بس عايزهم كويسين، ورد البائع عليه يا باشا دول بلدي بس إحنا عايزين نساعد الغلابة وفلاحي، وكل منها وادعُ لي” .

أحد الزبائن في أوائل الثلاثينيات من عمره يسأل  ده بلدي؟ ويرد البائع، آه بس درجة تانية نفس الدرجة الأولى، ولكن هناك فرقا بسيطا في درجة الدهون، واتضح أنها هي الحيلة التي يلجأ إليها البائع لإقناع زبائنه بأن منتجه من الدرجة الثانية، وأن الفرق بسيط وهذا كله يضع صحة المواطن في خطر.

 

لحوم

في أسواق اللحوم، الصورة أكثر قتامة، والتلاعب وصل لدرجة بيع الدم المجمد على أنه «كبدة»، وخلط للانشون بريش الدجاج، وهو ما حدث مؤخرا في سوق الأحد بمنطقة بهتيم والذي يباع فيه كيلو اللانشون بـ35 جنيها وكيلو السجق بـ 25 جنيها وكيلو السوسيس بـ20 جنيها.

هاني السباعي 35 عاما أحد زبائن سوق الأحد، قال إنه اشترى كيلو سجق، وعندما ذهب إلى المنزل ليطهوه وجد بداخله ديدان ميتة إثر تعفن بسبب تخزينة لفترات طويلة في الثلاجات.

وتابع عندما عدت بكيلو السجق إلى البائع وأخبرته أن السجق يوجد بداخله ديدان، أنكر أنه باع أي شيء، وأقسم بأعلى صوته أنه يراني لأول مرة وفي نفس اللحظة، وجدت سيدة تتشاجر مع نفس البائع بسبب وجود ريش فراخ في اللانشون التي كانت تجهزة لأطفالها ورجاها أن تخفض صوتها حتى لا يسمعها المواطنون، وعرض عليها رد ثمن كيلو اللانشون مرة أخرى ورفضت السيدة، فترك البائع السوق، وانتقل لسوق آخر.

 

منتهية الصلاحية

ويروي خالد الأمير 23 عاما بائع ملابس، حكايته مع العصائر منتهية الصلاحية التي تباع في الأسواق قائلا  “في أحد الأيام كنت أسير في السوق واستوقفني انخفاض أسعار العصير فاشتريت عدة علب، وشربت أحدها وبعد ساعة تقريبا بدأت أشعر بألم في المعدة، وبدأت حرارتي في الارتفاع فاتجهت إلى مستشفى السيد جلال بحي باب الشعرية، وقمت بعمل غسيل معدة أخبرت الطبيب أنني تناولت عصيرا فقط فأجاب بأن العصير فاسد ومن الممكن أن يصيب جدار المعدة بمرض مزمن”.

 

مضروبة

من جانبها حذرت مها رادميس خبيرة تغذية علاجية، من تناول المنتجات مجهولة المصدر لما لها من أضرار جسيمة وقالت “صناعها يستخدمون أدوات تساعدهم في تصنيع الأغذية دون النظر إلى جودتها أو صلاحيتها للاستخدام في تصنيع الغذاء من عدمه”.

وقالت مها في تصريحات صحفية إن “عرض المنتجات الغذائية في الشمس يضعف قيمتها الغذائية ويعرضها للتلف، فإذا كان تاريخ صلاحية المنتج ستة أشهر، فإنه بعد عرضه في الشمس يصبح 15 يوما فقط”.

وأعربت عن أسفها لزيادة الإقبال على تلك المنتجات بسبب رخص ثمنها مقارنة بالماركات المعروفة، موضحة أن المنتجات التي تباع على الأرصفة وأغلبها منتهي الصلاحية، تتنوع ما بين لحوم مصنعة مثل البرجر والدواجن مجهولة المصدر والألبان والسمن والجبن بجميع أنواعها، وأنواع مختلفة من العصائر بملصقات تحمل أسماء ماركات شهيرة، ولكنها مضروبة.