السسيي “عدو الأخضر”.. محاور وكباري ومدن جديدة تدمر الأراضي الزراعية

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي لا تتوقف فيه الأذرع الإعلامية للانقلاب عن الادعاء بأن السيسي استصلح ملايين الأفدنة الزراعية يكذب الواقع ذلك في أكثر من ناحية؛ وعلى سبيل المثال يشكو أهالي مركزي دار السلام وأبو تشت بمحافظة سوهاج من تبوير متعمد من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ذراع السيسي في تبوير الأراضي الزراعية من خطتها لعمل محور من شأنه تدمير ما بين 800 إلى 1000 فدان زراعي من أجود وأخصب الأراضي، في الوقت الذي تتبنى فيه أذرع السيسي الإعلامية ولجانه الإلكترونية حملة دعاية ممنهجة تشيع أن السيسي استصلح إلى الآن 6 مليون فدان منذ انقلاب يوليو 2013.
وقال الذراع الإعلامي أحمد موسى في برنامج على مسؤوليتي على قناة صدى البلد  "السيسي استصلح في أربع أو خمس سنين 6 مليون فدان ، قد اللي إحنا عايشين عليهم من 50 سنة".
وأضاف (@KMT_Mahmoud) "مشاريع التنمية الزراعية الجديدة في عهد السيسي بإجمالي 6.2 مليون فدان".

وعد منها  "مشروع الريف المصري الجديد بإجمالي ١,٥ مليون فدان في أماكن متفرقة في الصحراء الغربية وجنوب سيناء" و" مشروع الدلتا الجديدة متضمنا مشروع مستقبل مصر بإجمالي ٢,٢ مليون فدان بغرب الدلتا الحالية".
وأضاف رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي في مارس الماضي "أضفنا 400 ألف فدان لمساحة الأرض المزروعة بالقمح العام الحالي لتصل إلى 3.6 مليون فدان".
في حين تتضارب أرقام بقية المشروعات فبزعم الانقلاب أضافت مشاريع توشكى (350 ألف فدان) والدلتا (1.6 مليون فدان) ومشاريع "مستقبل مصر" (1.05 مليون فدان) ومشاريع سيناء (500 ألف فدان) فإن المجموع هو 3.5 مليون فدان وليس 6 ملايين فدان ، وهذه الأرقام السالفة في استصلاح الأراضي وهمية.

في المقابل أشارت منصة "صحيح مصر" (@SaheehMasr)  أن  "إجمالي حجم الأراضي المستصلحة خلال عهد عبد الفتاح السيسي أقل من نصف مليون فدان، فيما تتراوح مساحة زمام الأراضي الزراعية من 2010 وحتى 2014 من 9 إلى 10 مليون فدان".
وأضافت أنه "منذ عام 2014 وحتى عام 2021، بلغ إجمالي الأراضي المستصلحة نحو 434.8 ألف فدان، وفقا لتقرير نشرة استصلاح الأراضي الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء".
وأضافت أنه في "العام 2018/ 2019 هو الأكبر في حجم الأراضي المستصلحة بنحو 115.7  ألف فدان ".
واستعرضت أرقام الاستصلاح في عهد السيسي كالتالي

➖ 2014/ 2015: 14.5 ألف فدان

➖ 2015/ 2016: 38.5 ألف فدان

➖ 2016/ 2017: 38.9 ألف فدان

➖ 2017/ 2018: 59.2 ألف فدان

➖ 2018/ 2019: 115.7  ألف فدان

➖ 2019/ 2020: 81 ألف فدان

➖ 2020/ 2021: 87 ألف فدان

وأشارت إلى أن  "حجم الاستصلاح خلال فترة محمد نجيب وجمال عبد الناصر وبالتحديد بين عامي من 1952 إلى 1968 نحو مليون و278 ألف فدان".
وأنه "خلال فترة الرئيس حسني مبارك، بلغت المساحة المستصلحة ما يربو إلى 2 مليون فدان، وبالتحديد ما بين عامي 1981 إلى 2010 استصلحت الحكومة مليون و967 ألف فدان تقريبا".

مسارات التبوير
ومن خلال عدة مسارات تزيد مساحات التبوير بين الواقع والمهددات مثل سد النهضة والاحتباس الحراري المؤدي لطغيان البحر على اليابسة.
فعلى مستوى المحاور والكباري ،  يتسبب السيسي بمحور (أبوتشت – دارالسلام) بمحافظة سوهاج في تبوير ٨٠٠ فدان من الأراضي الزراعية فضلا عن هدم البيوت وتشريد الأهالي.
وأشار آخرون إلى أن محور منفلوط بوّر فعليا أكثر من 1000فدان وهدم أكثر من 2000منزل وشرد أكثر من 5 آلاف أسرة.
ومحور 30 يونيو كلف البلد 2 مليار جنيه وتم تبوير 2 مليون فدان في الأراضي الخصبة المزروعة  بالرغم أن الطريق البديل له ليست فيه أي مشكلات أو يعاني من الزحام.
وفي 2016، تسبب طريق كوبري طما بسوهاج بتبوير 50 فدانا من أجود الأراضي الزراعية في طريق الكوبري العابر للنيل.
الأخطر هو ما نشرت عنه صحيفة اليوم السابع من أن "تبوير أراضي طريق "شبرا – بنها" الجديد لتحويلها لمبان سكنية بدأ منذ 2017.
ونزع الطريق ملكية الأراضي الزراعية المطلوبة لمسار الطريق وبلغت 800 فدان أراضي زراعية، ووصلت جملة التعويضات التي دفعتها وزارة النقل إلى الأهالي المتضررين إلى 1.7 مليار جنيه، حتى ديسمبر 2017.
وزحفت المباني على طول الطريق بخلاف الطريق نفسه، ما يوازي تبوير على الأقل 1000 فدان أخرى، كأول طريق زراعي حر بدون تقاطعات زراعية في مصر، ويتكون من 4 حارات في كل اتجاه بعرض 3.75 متر للحارة الواحدة، كما تضمن إنشاء العديد من الأعمال الصناعية على امتداد مساره، والتي بلغت 38  جسرا (كوبري ) و24 نفقا، بطول 40 كم مخترقا محافظات القليوبية والدقهلية والشرقية.
وعلى مسار المدن الجديدة أعلنت الأجهزة المحلية في محافظة الغربية في أغسطس 2021 البدء في إجراءات تبوير 300 فدان تابعة لوزارة الأوقاف ومن أجود الأراضي الزراعية في المحافظة، من أجل إنشاء مدينة "طنطا الجديدة"

سد النهضة
وقال خبراء إن  "أكبر مهدد بتبوير الأراضي الزراعية هو سد النهضة، ويقف السيسي وراء ذلك بتوقيعه اتفاق المبادئ في الخرطوم في 2015  والذي تنازل فيه عن حقوق مصر في مياه نهر النيل، وحذروا من أن الملء المتكرر للسد وخلال 3 سنوات، يسبب التصحر وتبوير حوالي ٧٢% من الأراضي الزراعية، ما يعادل 4 مليون فدان، ما يعني فقدان ما يعادل ٥١مليار دولار من إجمالي الدخل الزراعي القومي".

استيلاء الجيش
وأجرى برلمان العسكر تعديلات قانونية جديدة وثقها السيسي لتسهيل  الاستيلاء على قانون أراضي الإصلاح الزراعي، كما يتحاشى العسكر زراعة الحبوب الاستراتيجية وأولها القمح وصولا لحد الاكتفاء الذاتي ، تنفيذا لقرارات أمريكية.
 

https://twitter.com/i/status/1553457852253093890

وفي 30 مايو 1970 أصبح قانون الإصلاح الزراعي رقم 117 التاريخي الصادر يوم 21-5-1970 ساري المفعول والذي تلافى النواقص والأخطاء في القانون القديم التي قللت من فعاليته لهذا صدر القانون الجديد للنهوض بالزراعة في  وتمكين المواطنين من الاستفادة من الإصلاح الزراعي.
كما أن قانون الاستصلاح الزراعي الذي صدر في 9 سبتمبر 1952، بعهد الرئيس محمد نجيب (وليس جمال عبدالناصر) كان مجمل أراضي مصر 6 مليون فدان، ومجمل أراضي الباشاوات 750 ألف فدان، ما يعادل أقل من 20 % من أراضي مصر، في حين كان 80 % يتملكها فلاحون مصريون.
ولكن في عهد عبدالناصر، فرض على من (حصل على عقد الفدادين الخمسة) الفلاحين دفع أقساط سنوية كإيجار حتى انتهوا من تسديد ثمنها في جيب الفسدة، في حين أن بعضهم لا يزال يدفع لهيئة الإصلاح الزراعي، حيث إن بعض من  تملك الحد الأقصى وهو 200 فدان للفرد، وجاء عيد الفلاح المصري في اليوم ذاته الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي.