بعد فشل “التبطين” ووقف “الكهربي” وخراب “أثاث دمياط”.. قصر البارون أحدث مشاريع الانقلاب الفاشلة

- ‎فيتقارير

من فشل إلى فشل تسير مصر، مسرعة في ظل حكم عسكري غاشم لا يقدر حرمة لأموال الشعب، التي امتلكها بقوة الدبابة منذ انقلاب السيسي في 2013.

فمن اعتراف السيسي نفسه بفشل مشروع  مدينة الأثاث بدمياط التي تكلفت ما يفوق 7 مليار جنيه، إلى إعلان فشل مشروع تبطين الترع والمصارف الذي تكلف مليارات الجنيهات، وصولا لقرار وقف تسيير رحلات القطار الكهربائي السريع من مدينة السلام حتى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد انصراف مرتاديه عنه إثر غلاء تذكرته، لدرجة أن يصل دخل إحدى الرحلات التي تكلف أكثر من 33 ألف جنيه، فقط 35 جنيها، وهو ما اضطر وزارة النقل وقف رحلاته لحين تشغيل وتسكين مباني العاصمة الإدارية الفارغة إلا من الأشباح، ثم توالي سقوط الكباري وانهيار الطرق التي ينفق عليها السيسي مئات المليارات من الجنيهات ، سواء بعد افتتاحها بأيام أو شهور لعيوب فنية ، ومنها كوبري مدينة نصر، الذي بني فوق خط غاز، انفجر إثر تشغيل الكوبري، بعد عام واحد من التشغيل، وصولا إلى فشل مشاريع العاصمة الإدارية وعدم قدرة النظام على افتتاحها في موعدها الذي كان محددا في 2020، وتسببها في أكبر كارثة مالية بمصر، وصولا إلى اليوم الثلاثاء، حيث كشف عن عودة رشح المياة إلى حوائط قصر البارون بمصر الجديدة، والذي سبق وأن قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالأمر المباشر بصيانته وافتتحه السيسي في يونيو 2021.

وضرب رشح المياه جدران قصر البارون إمبان الأثري في مصر الجديدة، بعد نحو 30 شهرا من انتهاء ترميم القصر بقيمة بلغت 175 مليون جنيه، أي ما يعادل 11 مليون دولار، في عام 2020، وذلك بواسطة الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.

 

ترميم فاشل

وأظهرت بعض الصور المتداولة على "فيسبوك" تآكل وبهتان ألوان الواجهة الأمامية للقصر بفعل رشح المياه أسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية، بسبب عدم إنشاء مواسير صرف للمياه أثناء عملية الترميم التي تولاها الجيش بـ"الأمر المباشر".

وفي مطلع عام 2021، صرح عميد الجيش السابق هشام سمير، الذي يشغل منصب مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، بأن رشح المياه أسفل حوائط أسوار المصاطب الخارجية للقصر سببه قرب الأسوار من الحديقة، التي كانت تروى بالغمر في فترات سابقة، مستطردا  "تم تغيير نظام الري المستخدم في حديقة القصر، واستبداله بنظام الري بالتنقيط".

الحديث نفسه كرره سمير من دون حرف زائد أو ناقص، في بيان أصدرته وزارة السياحة والآثار، اليوم الثلاثاء، قال فيه إن "فريقا من مهندسي ومرممي قطاع المشروعات في المجلس الأعلى للآثار، والشركة المنفذة لمشروع الترميم (الجيش)، سيعمل خلال الفترة المقبلة على إزالة الأملاح وتهوية حوائط القصر".

وأضاف سمير أن "الرشح يعود إلى تشبع الطبقات الأرضية بالمياه، التي تجري معالجتها أولا بأول إلى حين انقطاع ظهورها بالطرق الفنية الملائمة"، مستدركا بأن "حوائط القصر بُنيت بحالتها الأصلية من الأحجار والطوب، ولذلك فإن خاصيتها الشعرية تُظهر أثر المياه على الحوائط، وبقاء تأثيرها لفترة من الوقت حتى تمام التخلص منها".

ويعد قصر البارون أحد القصور الأثرية ذات الطراز المعماري المميز في مصر، وشيده المليونير البلجيكي إدوارد إمبان في الفترة من 1907 إلى 1911، على مساحة 12500 متر مربع، مستعينا في إنشائه بلمسات المعماري الفرنسي الشهير ألكسندر مارسيل.

وصمم قصر البارون بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته، وتتوزع التماثيل الموجودة في القصر ما بين هندي وأوروبي، وهو ما جعل منه "تحفة معمارية فريدة".

وفي 29 يونيو 2020، افتتح السيسي قصر البارون بعد انتهاء عملية ترميمه، التي استغرقت نحو عامين وسط انتقادات واسعة من الخبراء والمختصين، على خلفية تكليف الجيش بتنفيذ عملية الترميم وطلاء واجهة القصر باللونين الأبيض والأحمر الطوبي بصورة بدت رديئة للغاية وبما لا يتناسب مع جوهر عمارته.

 

ليست المرة الأولى

وهو الأمر الذي تكرر مرات عدة في عملية تميم المناطق الأثرية التي يتولاها الجيش بالأمر المباشر.

وتكشف تلك الوقائع حجم الفساد المركب الذي يرعاه السيسي ويضمن به شراء الولاءات على حساب الوطن والمواطن، الذي يئن من الحوع والفقر والبطالة، بينما يتنعم السيسي بالأموال والقصور الرئاسية والطائرات الفارهة، هو وعائلته ودولته من العسكر والقضاة والشرطة والجيش.

ويهدر الفساد الملياري الفرص العديدة أمام المواطن المصري، الذي تتنزل عليه الضرائب والغرامات والرسوم المتزايدة يوما تلو الآخر، فيما يطالب السيسي الشعب بالتحمل ومراعاة ظروف البلد، بينما لا يتوجه لعناصر عصابته بوقف الفساد وعدم إهدار الأموال وسط تقارير وتحذيرات دولية من إفلاس مصر وتعرضها لكارثة اقتصادية غير مسبوقة.