انتهازية “السامسونج”.. القاهرة الإخبارية تتجاهل صحفي فلسطيني استشهد أثناء مراسلتها

- ‎فيحريات

كان الإعلام وأدواته هما الركن الرئيس بعد القوة المسلحة في الخطة، والأحداث التي مهدت الطريق لعسكر مصر للقيام بانقلابهم الدموي في يوليو 2013، ورغم زيف وفبركة الكثير مما كان يسوقه الإعلام حينها من أحداث ووقائع لكنه نجح في التأثير على الرأي العام وجعل قطاعا ليس بالهين من الشعب المصري يتعجل النتائج من النظام المنتخب مع عدم منحه الفرصة للعمل على تحقيق المأمول منه وكان ما كان.
ومثلما كان الإعلام حينها أحد أقوى الأدوات التي برهنت على مدى سيطرة الدولة العميقة وإحكامهم لخطة الإطاحة بالثورة، اليوم أصبح الإعلام وأدواته نفسها دليلا يتجدد يوميا، ويوضح مدى سوء إدارة وفساد نظام الحكم العسكري الحالي.
وتعمدت قناة القاهرة الإخبارية – إحدى أذرع المخابرات- التعتيم وتجهيل اسم الصحفي الفلسطيني “أحمد فطيمة”، الذي ارتقى شهيدا في قصف صهيوني على محيط مستشفى الشفاء في غزة.
ودون ذكر اسم الصحفي المنتمي لأهل غزة، ذكرت القناة الخبر في سياق تعتيم لا مبرر له، واغتالت رصاصة الغدر الصهيوني، مصور قناة “القاهرة الإخبارية” الشهيد أحمد فطيمة أثناء آداء عمله، وخلال بث مباشر لقصف محيط مستشفي الشفاء بقطاع غزة، تاركا خلفه جهودا جبارة في نقل الحقيقة مع فريقه، على مدار أكثر من 4 أسابيع، تمكن من خلالها نقل جرائم الاحتلال الصهيوني على الهواء مباشرة.
ونعى نشطاء وإعلاميون مصريون وعرب “أحمد فطيمة” الذي استشهد  أمام محيط مستشفى الشفاء، وأعلن الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نبأ استشهاده.
يقول صاحب حساب راجي عفو الله :”وواحد غبي يقولك هتستفاد إيه لما تعرف اسمه، ياغبي دي بشر مش أرقام، ولو كنا نعرف اسم كل واحد استشهد هاننشر ونحفظ صورهم وأساميهم في عقولنا وقلوبنا”.
وعندما استشهد الرئيس محمد مرسي وضمن مهزلة التغطية الإعلامية البالغة السوء للإعلام العسكري تم تداول مقطع للمذيعة «منى درويش» وهي تسرد بيان النيابة العامة حول الأسباب الملفقة لوفاة الرئيس، وختمت قراءة البيان بعبارة «وتم الإرسال من جهاز سامسونج».
وهو ما كان دليلا واضحا على تلقي وسائل الإعلام داخل الدولة المصرية تعليمات موحدة النص من جهات سيادية وفي القلب منها جهاز المخابرات بشقيه العامة والحربية، وأيضا انخفاض كفاءة وخبرة الكثيرين من العاملين في المجال الإعلامي.
وهو ما أعاد إلى الأذهان موقف مماثل لوزير خارجية الانقلاب سامح شكري أثناء قراءته لبيان رسمي في مؤتمر مشترك مع وزيرة الخارجية لدولة المكسيك إثر مقتل سياح مكسيكيين في حادث بالواحات وقع في شهر سبتمبر 2015، حين ختم البيان بعبارة «End of text» والتي تشير إلى نهاية البيان وغير مطلوب قراءتها.
وهو ما أثار حينها موجة عارمة من السخرية من الوزير والنظام، وبرهن على أن حتى أعضاء الحكومة من وزراء ومسؤولين، هم أشبه بموظفي العلاقات العامة والتسويق، وينفذون ما يرد إليهم من تعليمات من الإدارة العليا دون تفكير أو مناقشة، وغير مسموح بالتحرك خارج الإطار المرسوم والمحدد.
وحتى في الحالات الطارئة، كان هذا يتم سابقا بشكل سريع نسبيا ويتم توزيع النص على الوسائل الإعلامية لتغطية الحدث دون السماح بتغطية حقيقية ومستقلة، ويتم التضييق باستمرار والحد من قدرة الشبكات الإخبارية الدولية والخاصة على الوصول والتفاعل مع الأحداث ضمن مخطط غلق المجال الإعلامي للدولة المصرية بالكامل.
وهو أمر لا تخطئه العين، وجعل الرواية الرسمية للدولة هي الرواية الوحيدة المتاحة، هذا لو صدرت من الأصل، فالنظام العسكري وصل حاليا لمرحلة من اللامبالاة بحبك رواية متماسكة إلى حد ما ومتزامنة مع الأحداث نسبيا كما كان يفعل في السابق.
ومنذ انقلاب 30 يونيو 2013 لم يعد الإعلام العسكري جاذبا للمشاهدين، وزادت خسارة المشاهدين بشكل مستمر خلال الفترة الأخيرة، وأصبح المتلقي المصري يتابع أخبار بلاده من خلال الإعلام الغربي أو العربي، ويتابع قضايا تحدث في بلاده، حتى إن القاهرة لم تعد بالقطع عاصمة للخبر حتى الذي يحدث فيها أو يرتبط بها.
للأسف الشديد لا أشعر بأن لدينا إعلامين حقيقيين يسعون لتحقيق المطلوب وإبراز ما يطلبه المجتمع، بل يخفون الحقائق، ويدعون أن ذلك من أجل الاستقرار ، ذلك كان أحد تعليقات المصريين الآسفين لما آل إليه حال الإعلام في مصر.

وأضاءت حادثة احتجاز طائرة خاصة قادمة من مصر في زامبيا، وعلى متنها ملايين الدولارات إضافة إلى سبائك ذهبية مزورة، على قضية تهريب الأموال خارج البلاد في عهد نظام السيسي، حيث قدر خبير الأموال المهربة بأكثر من نصف تريليون دولار، كما فضحت صمت إعلام السامسونج.