في مقال بعنوان “رجال الدولة والجماهير الغاضبة” للكاتب السعودي ممدوح المهيني نشره بصحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن مهد الكاتب إلى تطبيع يشبه تطبيع السادات قائلا: “ووقع اتفاق سلام أعاد لمصر أرضها و أبعدها عن شبح الحروب حتى اليوم”!!
وقال “المهيني” عبر @malmhuain: “رجال الدولة يقودون شعوبهم إلى حياة أفضل و يتخذون قرارات صعبة و غير شعبية في حينها لكن الوقت يثبت أنها صائبة “.
ويبدو أن المقال تضمن إشارة ثانية لقرار مشاركة السعودية إلى جانب أمريكا وقوات التحالف في الحرب ضد العراق فقال الكاتب الذي يعرف نفسه أنه مدير عام قناتي “العربية” و”الحدث”: “الملك فهد اتخذ قرار تاريخيا و كان مصير الخليج و المنطقة يتعلق برجل واحد. اتخذ القرار الصائب رغم أصوات المعارضة الداخلية و الخارجية و لكن بعد كل هذه السنوات نعرف أنه كان قرارا حاسما و تاريخيا”.
وعن امتداح “اتفاق سلام” مع الصهاينة الذي سبق ووقعه “السادات” هاجم عبدالناصر وقال “لم يكن رهينة للجماهير و هتافهم مثلما كان عبدالناصر “.
وزعم أنه هناك “أمثلة أخرى مثل تشرتشل و لينكولن و ثاتشر .. الفكرة رجال الدولة يتخذون قرارات غير شعبية و يتحملون الأذى و الهجوم و اغتيال الشخصية من أجل مصلحة بلدانهم. في مقابل زعامات تغرقهم بالعواطف وشعارات المقاومة ومواجهة الإمبريالية والاستعمار، ولكنها تتركهم وحيدين مع أطفالهم في مواجهة جحيم الصواريخ الهابطة من السماء!”.
https://aawsat.news/gsjnd
تمهيد للتطبيع السعودي
ورغم سيل التعليقات المادحة من الذباب الالكتروني وأصدقاء “المهيني” لفكرته إلا أن الكاتب المصري والإعلامي حافظ المرازي لمح فيها تمهيدا للتطبيع وعبر @HafezMirazi قال: “هل قرار التطبيع السعودي اقترب، وهذا تمهيد له؟.. بتمجيد قرار الرئيس السادات، الذي تدفع مصر والعالم العربي ثمنه حتى الآن بالبلطجة الإسرائيلية بعد تحييد الجيش المصري! وتمجيد قرار الملك فهد بالتحالف العربي الأمريكي لضرب العراق، والذي أدى إلى إطلاق يد إيران في المنطقة! “.
وألمح إلى الرفض الشعبي العربي لقرار التطبيع بالمطلق وحذر من “الاستهانة بإرادة الشعوب وتمجيد قرارات الحاكم الفرد ولو عارضها شعبه، هو الفارق بين الدول الحرة المتقدمة بمؤسساتها وصحافتها وبين طبائع الاستبداد وكوارثه في عالمنا المتخلف!”..
https://x.com/HafezMirazi/status/1801672510955454595
في حين مدح حساب @KifahMahmood القرار وزعم أيضا أن “.. منطقتنا كانت ضحية مواقف وقرارات انفعالية شعبوية دفعت شعوبها ثمنا باهضا لتلك القرارات والشعارات المخدرة، ولعل مأساة غزة واحدة من تلك المأسي التي انتجتها تلك القرارات الانفعالية!”..
غير أن تعليقات أخرى ألمحت إلى مأساة واحد نجمت عن التطبيع مثل تعليق صالح بن عيسىٰ العَبْرِي @Saleh_Abri_OMN الذي كتب “سؤال: كيف هي مؤشرات مصر الاقتصادية، والإنتاجية، ومؤشرات الرفاه الاجتماعي فيها قبل التطبيع وبعد التطبيع؟”.
واتفق معه حساب رجُلٌ شَرقِي @orientalman1948 مضيفا هذا التعليق “تمام يا ممدوح .. ولكن: السادات لم يأت بالسيادة المصرية على سيناء كما يجب، حتى الآن، رغم ما روجه النظام عن عودة الأرض، فإنها بقيت الأقل تعميرا والأكثر إهمالا، لأن بروتوكولات كامب ديفيد السرية والأمنية، لا تسمح بذلك، وقد دفع الثمن السادات لقاء تلك الفعلة، ..”.