السيسي يضن على مهجري “نزلة السمان” بشقق بديلة ويحول مساكن الإيواء إلى “فالي تورز” بـ1,5 مليون جنيه

- ‎فيتقارير

 

على الرغم من الوعود البراقة للسيسي ونظامه الانقلابى للمتضررين من سكان منطقة نزلة السمان، المجاورين لمنطقة أهرامات الجيزة، وهدم منازلهم، والتعهد بتسليمهم وحدات بديلة، متطورة وحضارية، وبالفعل تم بناء مساكن بديلة للسكان، الذين أُزيلت بيوتهم قسرا، في منطقة “نزلة السمان الجديدة”، التي تقع بالقرب  منطقة حدائق الأهرام، وعلى الطريق الساحلي، الرابط بين مناطق أكتوبر ودائري المعادي، إلا أن الشقق والمساكن جاء موقعها  في مكان مميز،  فرأى السيسي ونظامه أن هذه المساكن من الأفضل أن تباع بأسعار كبيرة، ولا تقدم للسكان المستحقين لها، في نكوص غريب وغير مسئول من النظام، يفقد السكان الثقة في أي وعود حكومية، خاصة في المناطق التي يطالب السيسي بإجلائها من السكان لهدمها.

 

 

وقد أقام السيسي الحي السكني الجديد، على مكان الغابة الشجرية، التي كانت تضم الآلاف من  الأشجار، وكانت تهيأ لتكون حديقة حيوانات جديدة بالجيزة، وقد  فاجأت وزارة الإسكان  المواطنين بطرح حي سكني أقامته على أرض حديقة سوزان مبارك على مساحة 200 فدان، لإيواء المواطنين المتضررين من هدم بيوتهم بمنطقة نزلة السمان السياحية، الملاصقة لأهرامات الجيزة، لبيعه بأسبقية الحجز، وتنظيم مزادات على المحلات التجارية المقامة أسفل العقارات.

ووفق تقارير ميدانية، فقد أزالت هيئة المجتمعات العمرانية الغابة الشجرية وصوبات إنتاج أشجار التجميل والبساتين، التي أقامتها محافظة الجيزة ، عام 1995، وأنفقت على تشجيرها نحو 150 مليون جنيه على مدار 30 عاما، ألغى مشروع هدم الحديقة خطة مسبقة وضعتها المحافظة لتحويل المتنزه إلى حديقة حيوانات بديلة للحديقة التاريخية بقلب محافظة الجيزة، التي تعرضت للإهمال على مدار العقدين الماضيين.

 

وبدأت الوزارة بتلقي طلبات الحجز من القادرين على دفع تكلفة الوحدات السكنية، بمقدم حجز 150 ألف جنيه، مع سداد 1000 جنيه كمصروفات لا ترد، وسعر المتر يراوح ما بين 15 ألفا و16 ألف جنيه، تلزم الحكومة المتقدمين بسداد 20%، فضلا عن 1% مصاريف إدارية، تدفع عند تسلم الوحدة، مع تسديد باقي الثمن على سبع سنوات بأقساط ربع سنوية متساوية وفقا للفائدة المحددة من قبل البنك المركزي ، ثم عدلت وزارة الإسكان اسم المشروع من “نزلة السمان الجديدة” الذي انتهى إنشاؤه في يونيو  2022، ووعد السيسي بتوزيعه على أهالي نزلة السمان الذين أزيلت بيوتهم ومحلاتهم، بنزلة السمان القديمة، التي استخدمت في شق طرق وتوسع ميدان “أبو الهول” السياحي، خططت الرئاسة لإزالة باقي بيوت نزلة السمان، على مراحل لضمان توفير مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بمنطقة أهرامات الجيزة، تستهدف إزالة البيوت العشوائية وإسطبلات الخيل والجمال.

 

وروجت الرئاسة لمشروع إعادة تخطيط منطقة الأهرامات، ليواكب تنفيذها الانتهاء من المراحل النهائية، لافتتاح المتحف المصري الكبير المقام على الجانب الشمالي لمنطقة الأهرامات، فوجئ المتضررون بعد موافقتهم على قرار النقل وهدم منازلهم، بحصول نحو 10% من تعدادهم فقط على مساكن بديلة بمشروع “نزلة السمان الجديدة، وترحيل باقي الحالات إلى منطقة نائية وسط الصحراء، بمدينة حدائق أكتوبر الجديدة، أو منح المتضرر 150 ألف جنيه عن كل وحدة سكنية، ما أغضب باقي المواطنين المطلوب ترحيلهم وامتنعوا عن الخروج من مساكنهم ومحلاتهم.

كما أعادت هيئة المجتمعات العمرانية تسمية “نزلة السمان الجديدة” إلى “روضة أكتوبر”، الذي تغير مع بدء مرحلة البيع الشهر الجاري، بالمزادات، إلى “فالي تورز” لتعرض بيع 2500 وحدة تراوح مساحة كل منها ما بين 95 مترا و100 متر مربع.

 

موقع متميز يستحق البيع

 

والغريب أن وزارة الإسكان بررت تحويل مشروع إيواء المتضررين من النقل القسري لمساكنهم، إلى مشروع سكني سياحي، بأن الوحدات أقيمت بموقع متميز يمكن استغلاله بشكل أفضل كوحدات استثمارية، تدر عائدا كبيرا، مؤكدة عدم الاحتياج إليه للمتضررين بالمناطق العشوائية بمحافظة الجيزة، ممن ستزال مساكنهم بمناطق نزلة السمان أو جزيرة الوراق بقلب نهر النيل.

يصل سعر الوحدة، التي تطل على منطقة هضبة الأهرام من الناحية الغربية والواقعة على الطريق السياحي الذي يربط بين العاصمة وطرق شمال الصعيد ومحافظتي الفيوم والجيزة، إلى 1.5 مليون جنيه، من دون إضافة الرسوم بنسبة 1.5% من سعر كل وحدة، ومصروفات مجلس الأمناء الذي ستعينه الوزارة للإشراف على بيع المجمع السكني وإدارته.

وهكذا يضن السيسي على المصريين ، بمساكن مناسبة أو بها قدر من التنسيق والتميز، منطلقا من عقلية رأسمالية متوحشة، لا ترى للفقير حقا  في بلده.