تل أبيب تحرض “اليمين المتطرف” ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا

- ‎فيعربي ودولي

 

 

حذرت ماليزيا مواطنيها من السفر إلى بريطانيا؛ بعد تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين والمهاجرين، والتي يقودها اليمين المتطرف في البلاد، فكانت أول بلد يوجه تحذيرا بهذا الصدد، دلالة على حجم التحديات والتهديدات التي يواجهها المسلمون في بريطانيا.

 

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيل كوبر أولوية التدخل العاجل لحماية المساجد في مختلف مناطق البلاد حال طلبها ذلك، إثر تنامي المظاهرات وأعمال التخريب العنصرية التي يقودها متطرفو اليمين، بعد تداول شائعات كاذبة بحق المسلمين.

 

وحتى الأحد اقتحم العشرات من العنصريين أحد مراكز إيواء اللاجئين في مدينة روثرهام محاولين الاعتداء على طالبي اللجوء، وسط موجة تحريض يقودها قادة اليمين المتطرف في بريطانيا.

 

https://publish.twitter.com/?url=https://twitter.com/AlARABINUK/status/1820104906612629544

وقال البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر” إن “إسرائيل خلف أعمال الشغب التي ينفذها اليمين المتطرف في بريطانيا، وذلك بهدف إرباك الشارع البريطاني الذي يضغط على حكومته لمعاقبة إسرائيل”.

 

ورابطة الدفاع الإنجليزية تقف خلف مظاهرات اليمين المتطرف، ونفت الرابطة أي دور لها، زاعمة أن قوة خفية تقود موجة الفوضى والغضب في مظاهرات اليمين المتطرف، بحجة حماية بريطانيا من المسلمين والمهاجرين.

 

واندلعت اشتباكات عنيفة خارج مسجد في ساوثبورت مساء الثلاثاء الماضي، بعد حادثة الطعن المأساوية التي أدت إلى مقتل ثلاث فتيات صغيرات يوم الإثنين، هن بيبي كينج (6 سنوات)، إلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، وأليس داسيلفا أجويار (9 سنوات).

 

ونظم مثيرو الشغب احتجاجات خارج المسجد للتعبير عن وجهات نظرهم اليمينية المتطرفة، مستغلين المعلومات المضللة التي نُشرت على الإنترنت، والتي زعمت أن المهاجم البالغ من العمر 17 عاما هو مسلم، لتبرير تصرفاتهم العدائية.

 

واستغل أنصار اليمين المتطرف الحادثة لإثارة أعمال العنف في ساوثبورت، حيث هاجمت عصابات اليمين المتطرف مسجدا في ساوثبورت، وأضرم المتظاهرون النار في سيارات الشرطة، واستهدفوا عناصر الشرطة وضباطها.

وفي بيان لها مساء الثلاثاء، أفادت شرطة ميرسيسايد، أنها تعتقد أن رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) تقف وراء هذه الاضطرابات.

ورابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام، وتتمتع بحضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي العام الماضي، نظم المتظاهرون اليمينيون احتجاجا مضادا للمسيرات المؤيدة لفلسطين في يوم الهدنة، ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة واعتقال 145 شخصا.

وفي حديثه بعد الأحداث، قال رئيس الوزراء آنذاك ريشي سوناك: “أدين المشاهد العنيفة غير المقبولة تماما التي رأيناها اليوم من رابطة الدفاع الإنجليزية والجماعات المرتبطة بها”.

 

وعلى الرغم من تراجع نشاطها على مدى السنوات الماضية، فإن رابطة الدفاع الإنجليزية معروفة بتحفيز أعضائها للتظاهر بعد أحداث معينة للتعبير عن آرائهم المعادية للإسلام، كما هو الحال في هجوم ساوثبورت.

 

وانتقل بعض الأعضاء إلى مجموعات يمينية متطرفة أخرى مثل العمل الوطني والبديل الوطني، والتي تنظم أيضا احتجاجات مماثلة.

 

العلاقة مع إسرائيل

وترتبط “رابطة الدفاع الإنجليزية” بحسب البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر بعلاقة مع إسرائيل، وأن تحركات اليمين المتطرف يقف خلفها الكيان الصهيوني لمحاولة زعزعة الأمن في بريطانيا ومعاقبة المسلمين فيها، بسبب خروجهم في مظاهرات أسبوعية تعكر صفو السياسيين في إسرائيل، وتزيد الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية.

 

المعادة مع الإسلام

البروفيسور ديفيد ميلر قال: “ما الذي يسبب أعمال الشغب المعادية للإسلام في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ولماذا الآن؟

1. تم التحريض على أعمال الشغب من قبل الأصولي الصهيوني ستيفن ياكسلي لينون ‘تومي روبنسون’، الذي يعمل لصالح دولة إسرائيل منذ عام 2009 كجزء من ما يسمى بحركة الإسلاموفوبيا التي أنشأتها تلك الدولة.

عندما تأسست منظمته، رابطة الدفاع الإنجليزية، في عام 2011، بعد عامين من إنشائها، تم تسميتها برابطة الدفاع الإنجليزية واليهودية.

وكانت رابطة الدفاع اليهودية، وهي منظمة إرهابية صهيونية، جزءا رئيسيا من أعمال البلطجة العنيفة المعادية للإسلام في الشوارع في بريطانيا على مدار العقد الماضي.

 

2. ياكسلي لينون هو أحد أبرز الممثلين في برنامج المؤثرين عبر الإنترنت التابع لدولة إسرائيل ردا على عملية عاصفة الأقصى، هو وآخرون، مثل أولي لندن ونوعا تيشبي وهين مازيغ وأرسين أوستروفسكي وإميلي شريدر وغيرهم الكثير يحصلون على أموال مقابل توزيع الدعاية الصهيونية، والتي يعتبر التصدي للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وزرع الإسلاموفوبيا هدفين مهمين ومترابطين.

 

3. ينبغي النظر إلى أعمال الشغب الأخيرة المعادية للإسلام في المملكة المتحدة، على أنها المرحلة الأخيرة من حرب دولة إسرائيل على المسلمين البريطانيين، الذين تعتبرهم مصدر حركة الاحتجاج في المملكة المتحدة، تهدف أعمال الشغب هذه إلى معاقبة المسلمين على مشاعرهم المعادية للصهيونية، بعد إحباط أساليب أخرى مختلفة لقمع معارضة دولة إسرائيل للصهيونية.

 

لقد باءت محاولات دولة إسرائيل لاستخدام أصولها ونشطائها في الطبقة السياسية والإعلامية البريطانية – مثل سويلا برافرمان ومايكل جوف – لإحباط الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالفشل، وقد فشلت الاحتجاجات الصهيونية المضادة في حشد أعداد كبيرة، كما فشلت البلطجة الصهيونية المتفرقة واستخدام الأصول الأخرى مثل المتطرفين العلمانيين الإيرانيين في تخويف المسلمين.

والآن تقوم دولة إسرائيل باستخدام وقود مدافعها كسلاح ضد اليمين المتطرف القومي الأبيض، الذي لديه أعداد أكبر من بلطجية الشوارع الصهاينة أو الملكيين الإيرانيين والمتطرفين العلمانيين.

4. وأخيرا، هناك أيضا أسئلة حول الممثل الذي قام بتأليف فكرة أن المسلمين كانوا مسؤولين عن المحفزات الظاهرية لهذه الأحداث، يحاول MI6 وأصوله (مثل بول ماسون) يائسا التظاهر بأن هذه كانت عملية تضليل روسية، لكن القصص الأصلية لم تأت من روسيا، من أين أتوا؟”

 

وفي بيان شديد اللهجة، جددت أول نائبة من أصول يمنية في البرلمان البريطاني إبتسام محمد تعهدها بحماية مسلمي بريطانيا، مشددةً على ضرورة التصدي لجرائم الكراهية والتطرف التي يثيرها اليمين المتطرف لنشر الانقسام في المجتمع.

 

وعلقت الخارجية الصينية من خلال حسابها بالعربية @mog_china أنه ” تشعر الصين بقلق بالغ إزاء الاضطرابات المدنية في المملكة المتحدة والهجمات على الأقليات العرقية”.

وحثت الخارجية الصينية “حكومة المملكة المتحدة على بذل كل ما في وسعها لضمان سلامة الأقليات”.

وقالت: “تحتفظ الصين بالحق في التدخل، إذا لم يتحسن الوضع في المملكة المتحدة”.

 

وكانت المجموعة بقيادة تومي روبنسون، المعروف أيضا باسم ستيفن ياكسلي لينون، الذي قاد المجموعة بشكل غير رسمي خلال الفترة بين عامي 2009 و2012ن وسُجن روبنسون عدة مرات خلال هذه الفترة، بسبب سلوكياته العدوانية.

وأُسِّسَت رابطة الدفاع الإنجليزية في عام 2009، واستمدت عددا كبيرا من أعضائها الأوائل من مشجعي نادي لوتون لكرة القدم.

وارتبط صعود EDL بتراجع الحزب الوطني البريطاني كقوة انتخابية، الذي حصل على أكثر من نصف مليون صوت في الانتخابات العامة لعام 2010 ولكنه تراجع في السنوات الأخيرة.