وثقت الشبكة المصرية وفاة المعتقل إيهاب مسعود إبراهيم جحا 51 عامًا أمس بسجن برج العرب بالإسكندرية، وهي منشأة سيئة السمعة بظروفها، بعد خمس سنوات في الحبس الاحتياطي في زنزانته بسجن برج العرب إثر تراجع حاد في حالته الصحية، التي تفاقمت بفعل ظروف الاعتقال القاسية.
كنت أراقبه وهو يموت
وتعليقا على وفاته وصفت زوجته حالته المتدهورة خلال الزيارة الأخيرة، بأن صحة إيهاب مسعود تدهورت بشكل كبير، وأصبح غير قادر على الحركة داخل زنزانته بسبب مرض السكري.
وأكدت أنه على الرغم من المناشدات والمناشدات المتكررة منها ومن أسرته، فإن السلطات المصرية أدانته بالإعدام بحرمانه من العلاج والعلاج الكافي وإخضاعه لظروف احتجاز غير إنسانية.
وكشفت أنه خضع أثناء احتجازه لعملية جراحية لإزالة كيس في الرئة وجراحة أخرى في ظهره، كما أصيب بحروق شديدة على قدميه أثناء الاحتجاز، مما أدى إلى تفاقم حركته وحالته العامة، وفي النهاية فقد القدرة على المشي وطلب كرسيًا متحركًا لحضور الزيارات العائلية.
وأكدت زوجته أنه على الرغم من إدراكه لتدهور صحته ، فقد حرمته السلطات من الرعاية الطبية اللازمة، كما رفضوا مرارا الإفراج عنه، متجاهلين الطعون وإبقائه رهن الاحتجاز بشكل غير قانوني، امتد احتجازه إلى سنة سادسة، متجاوزة بكثير الحد القانوني للاحتجاز قبل المحاكمة، وفي ظل ظروف متزايدة الصعوبة.
ألقت سلطات الانقلاب القبض عليه في 23 سبتمبر 2019، واحتجزته بتهم تتعلق بما يسمى “قضية الحزب الدستوري”، المسجلة بالقضية رقم 1358 لسنة 2019 تحت نيابة أمن الدولة العليا، متهمته بالانضمام إلى منظمة تعمل خارج نطاق القانون، تدعو للاحتجاجات، وتعطيل الجمهور المرافق، ونشر الأخبار الكاذبة.
ويعد مسعود مساعد أمين التنظيم لحزب الاستقلال بمحافظة الغربية، وهو زوج وأب لأربعة أطفال يلتحقون بمختلف المراحل الدراسية، وعمل مندوب مبيعات قبل القبض عليه.
ظروف صعبة متشابهة
تعكس قضية إيهاب جحا محنة آلاف المعتقلين السياسيين المحتجزين لسنوات رهن الاحتجاز قبل المحاكمة دون محاكمة، حيث تنكر السلطات القضائية إطلاق سراحهم، وفي حال الإفراج عنهم، غالبا ما تعيد اعتقالهم بتهم سياسية جديدة.
ووثقت منظمات حقوقية مصرية خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري 21 حالة وفاة في السجون ومقارّ الاحتجاز المختلفة، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الحبس، منهم 11 حالة وفاة في السجون ومقارّ الاحتجاز المختلفة في يونيو الماضي، توفوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو ارتفاع درجات حرارة البلاد والتكدس الشديد في غرف الاحتجاز.