مع سريان هدنة هشة .. انتهاكات صهيونية متواصلة لوقف إطلاق النار على لبنان

- ‎فيعربي ودولي

كعادة الكيان الصهيوني في عدم احترامه لأي اتفاق مبرم، فمنذ سريان الهدنة، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن “انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار” من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصاً الحدودية منها، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة.

ويسري منذ فجر الأربعاء الماضي وقف لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، وضع حداً لنزاع بدأ قبل أكثر من عام بين الطرفين.

 

استمرار الانتهاكات

رغم سريان هدنة هشة بين “حزب الله” وإسرائيل منذ أسبوع، قُتل شخص أمس الثلاثاء جراء ضربة نفذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة شبعا الحدودية، حيث قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إنه كان راعياً من البلدة.

وأول من أمس الإثنين، اتهم لبنان إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار الساري منذ فجر الأربعاء الماضي. وقُتل 11 لبنانياً الإثنين جراء الغارات الإسرائيلية، في تصعيد سارعت واشنطن إلى التقليل من خطورته.

كما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، بالتوغل “أعمق” داخل لبنان وعدم التمييز بينه وبين “حزب الله” إذا انهار وقف إطلاق النار.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوماً، يسحب خلالها “حزب الله” قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان، على أن ينتشر الجيش اللبناني.

 

تهديدات صهيونية

هددت إسرائيل أمس باستئناف الحرب في لبنان إذا انهارت الهدنة مع “حزب الله”، وقالت إن هجماتها هذه المرة ستتسع وتطال الدولة اللبنانية نفسها، وذلك بعد أكثر الأيام دموية منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

وفي أقوى تهديد لها منذ الاتفاق على الهدنة لإنهاء 14 شهراً من الحرب مع “حزب الله”، قالت إسرائيل إنها ستُحمل لبنان المسؤولية عن عدم نزع سلاح الجماعة التي اتهمتها بانتهاك وقف إطلاق النار.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: “إذا عدنا إلى الحرب سنتحرك بقوة وسنضرب في العمق، والأهم من ذلك، عليهم معرفة أن الدولة اللبنانية لن تُستثنى”. وأضاف خلال زيارة إلى الحدود الشمالية: “إن كنا فصلنا حتى الآن دولة لبنان عن ’حزب الله’… فهذا الأمر لن يستمر”.

 

هدنة هشة وحصيلة مقلقة

يفتقر اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إلى الآليات التنفيذية الرادعة، وسط تساؤلات حول دور لجنة المراقبة، وإمكان تحولها إلى آلية لتعداد الاختراقات الإسرائيلية.

وخلال أسبوع، تعرض الاتفاق لقرابة مئة خرق تراوحت بين غارات، واغتيالات، وقصف مدفعي، وتدمير قرى، وتجريف بيوت.

تسود خشية في لبنان من احتمالية سقوط هدنة هشة، وعودة البلاد إلى دائرة النار والاستهداف الإسرائيلي بسبب الخلاف على تأويل طبيعة ورقة “إعلان وقف الأعمال العدائية”، وحدود مبدأ الدفاع عن النفس، وتأثير “ورقة الضمانات الأميركية” التي تعطي إسرائيل حرية الحركة في لبنان.

في جردة أولية لأسبوع الهدنة الهشة، اخترقت إسرائيل السيادة اللبنانية أكثر من مئة مرة، وهو ما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا. فخلال 24 ساعة (بتاريخ 2 ديسمبر)، قتلت الغارات الإسرائيلية 11 لبنانياً من خلال استهداف العنصر في جهاز أمن الدولة مهدي خريس، وعائلتين في قريتَي حاريص وطلوسة، ومزارع في بلدة شبعا.

 

إسرائيل تريد نسف الاتفاق

يسود انطباع في لبنان بأن “إسرائيل تواصل الحرب رغم إعلان وقف الأعمال العدائية، وسط تساؤلات حول دور الراعي الأميركي في ردع التصعيد الإسرائيلي”.

ويؤكد هذا الكلام نائب كتلة “حركة أمل” في البرلمان، محمد خواجة، الذي تحدث عن “جهد استثنائي” يبذله رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع الرعاة الدوليين، وتحديداً الضامنَين الأميركي والفرنسي، من أجل منع سقوط وقف إطلاق النار.

 

وقال خواجة إن “الجيش الإسرائيلي يوسع دائرة التسلل البري ودخول القرى وتدميرها، كما حصل في قرية الناقورة التي بدأ تدميرها”.

واتهم خواجة إسرائيل بارتكاب “انتهاكات بالجملة” في الجنوب، وتدمير الأملاك، واستهداف الجيش اللبناني، وإطلاق النار على تحركات المواطنين بين القرى، كما يستخدم الطيران المسير والطيران الحربي، معتبراً أن “الإسرائيلي يريد نسف الاتفاق لأنه ليس لصالحه”.

 

الموقف الأمريكي

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: “نحن نتعاون من خلال آلية مع فرنسا وإسرائيل ولبنان للتحقيق في التقارير المتعلقة بالانتهاكات ومعالجتها”.

وأضاف أن الفترات الأولى في وقف إطلاق النار غالباً ما تكون هشة لكنها نجحت على نطاق واسع في الحد من العنف.