رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ منذ الأربعاء الفائت، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الاتفاق من خلال شن غارات على بلدات جنوبية، كان آخرها أمس الثلاثاء، حيث استهدف أطراف بلدتي أرنون وجباع في إقليم التفاح.
وأمس الثلاثاء، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “ملتزمة” باتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، لكنه حذر من أن هذا لا يعني أن الحرب انتهت. وزعم نتنياهو في بداية اجتماع لمجلس الوزراء بمدينة نهاريا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة أن “حزب الله انتهك الاتفاق بشكل صارخ أمس الاثنين، وأن إسرائيل ردت على ذلك بمهاجمة أكثر من 20 هدفاً في أنحاء لبنان”. وأضاف نتنياهو “نحن حالياً في وقف إطلاق نار، أوضّح وقف إطلاق نار وليس نهاية الحرب… لدينا هدف واضح وهو إعادة السكان وإعادة تأهيل الشمال. نحن ننفذ هذا الوقف لإطلاق النار بقبضة من حديد، ونعمل ضد أي انتهاك، سواء كان بسيطاً أو خطيراً”.
في موازاة ذلك، أكدت تقارير دولية عدة أن حجم الدمار في لبنان كارثي، وأن آلاف المباني سويت بالأرض، وأعداد أكثر تضررت جزئياً، ولا يتوفر بعد إحصاء رسمي يوثق حجم الدمار والأضرار، بينما يعيش غالبية اللبنانيين حالة من القلق المتصاعد خشية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في أي لحظة والعودة إلى لغة المدافع ومنطق الدمار والخراب.
قال وزير الاعلام اللبناني زياد مكاري إنّ قائد الجيش العماد جوزاف عون سيكون موجوداً في جلسة مجلس الوزراء يوم السبت التي من المرتقب أن تُعقد في مدينة صور جنوبي لبنان.
وأشار مكاري خلال تلاوته مقررات جلسة الحكومة مساء اليوم، إلى أنّه من المفترض أن يعرض عون خطة الجيش للانتشار في الجنوب على أن تعرض على الوزراء.
وعن استعداد وزراء حزب الله لقبول انتشار الجيش وبسط سلطته، قال مكاري “طبعاً، هذا اتفاق أقرّه مجلس الوزراء، وهناك موافقة عليه من الحكومة اللبنانية ومن رئيس مجلس النواب، والاتفاق الذي أقرّته الحكومة واضح، وهناك موافقة عليه من جميع الوزراء”.
ولفت مكاري إلى أنّ “القرار السياسي أعطي للجيش في وجود العماد عون، بعدما أقرّينا الأمر، ولم يكن هناك من خلاف، ولقد تحدث قائد الجيش عن مراحل تنفيذ الخطة، وطبعاً لم يتكلم عن تفاصيل الخطة لأنه يتخوّف من أن يخرج الأمر إلى الاعلام، لأن هناك شفافية، فنحن عندما نكون في الجلسة تنتشر اخبارنا عبر الهواتف”.
وأضاف “ستكون هناك خطة وسيطرحها قائد الجيش للوزراء قد تكون السبت أو في يوم آخر، ولكن من المؤكد بأن هذا الأمر سيحصل”. وأوضح أنّ “كل الأمور المتعلقة بموضوع الجنوب والخطة العسكرية، وتنفيذ القرار 1701 ستطرح في بند وحيد، وسيتم البحث فيه مبدئياً في ثكنة بنوا بركات عند التاسعة والنصف من يوم السبت”.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بقصف مدفعي إسرائيلي على سهل مرجعيون، جنوبي لبنان. من جهتها، تحدثت وسائل إعلام تابعة لحزب الله عن استهداف مدفعية الاحتلال أطراف راشيا الفخار وسهل الخيام جنوباً.
أفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله، بالعثور على عنصر من المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني شهيداً بعدما استهدفته مسيّرة إسرائيلية أمس في بلدة دير سريان جنوبي لبنان.