شاهد| هل تتكرر “الشدة المستنصرية” على يد العسكر؟

- ‎فيأخبار

كتب حسن الإسكندراني:

لا تظهر "الشدة المستنصرية" بالتفصيل في كتب المدارس، بل تكاد الفترة الفاطمية (الشيعية) كلها تغيب بعد السطرين اللذين يذكران بناء جوهر الصقلي للقاهرة ودخول المعز لدين الله الفاطمي إليها وإنشاء الأزهر جامعاً وجامعة.

ففى نهاية القرن الحادى عشر الميلادى، روى المؤرخون حوادث يشيب لها الولدان، حيث توقف نهر النيل عن فيضانه 7 سنوات، وتصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رءوس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها، وعندما علم الوزير بسرقه بغله غضب غضبا شديدا وتمكن من القبض علي اللصوص وقام بشنقهم علي شجرة، وعندما استيقظ في الصباح وجد عظام اللصوص فقط لأن الناس من شدة جوعها قاموا بأكل لحومهم.

وكأن الأيام تعُيد نفسها مرة أخرى، لتشهد فى عهد حكم العكسر، أن مصر قد تتعرض لمثل تلك الشدة بل أصعب منها.. فقد كشف الدكتور محمد حافظ، خبير السدود بجامعة "بونتين" الماليزية، عن تدهور حاد بمنسوب المياه فى بحيرة ناصر، وإن عمليات بناء سد النهضة الإثيوبى وملء البحيرات خلفه أثر على كميات المياه الواردة لمصر.

وأضاف: حسب صور القمر الصناعى "جانسون 3" التابع لوزارة الزراعة الأمريكية تم اكتشاف أن منسوب مياه بحيرة ناصر انخفضت عن المنسوب "الميت" لها بـ52سم وفى 2 مايو الماضى 2017، وانخفض أكثر من 86سم فى 12 مايو الماضى، مشيرا إلى أن إجمال المخزون الميت للمياه فى البحيرة 31 مليار متر مكعب من المياه.

وكشف عن الخطورة الحقيقة التي أكدت أن المتبقى فقط من المياه في البحيرة هي 10 مليارات متر مكعب، بما لا يكفى احتياجات المصريين، ما لم تأتِ تدفقات من إثيوبيا.. فهل ستتكرر "الشدة المستنصرية"؟