أحمدي البنهاوي
لا يدري الفقراء من أين تأتيهم الصدمة اليوم، هل من ارتفاع نسبتهم في المجتمع التي كشف عنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في تقريره الأخير، الذي يرصد أعدادا تخطت الـ26 مليون فقير، ما قبل أكتوبر الماضي والبدء في تعويم الجنيه، أم بتصريحات رمز فني للأعمال البسيطة كيحيى الفخراني، الذي قال: "الفقراء الحقيقيون فى المجتمع المصرى لم يشتكوا من زيادة الأسعار، ولكن من يشتكى منها الفئة الطموحة التى تريد أن تزيد من دخلها"؟.
وقال الفنان هاني مهنى، معلقا: "يحيى الفخراني اللي رفع أجره من 8 ملايين في مسلسل الخواجة عبد القادر سنة 2012، إلى 28 مليون جنيه في مسلسل ونوس سنة 2016 مستكتر على الناس تحلم أو حتى تتكلم، والحقيقة أبلغ رد على كلام ونوس هي التعبيرات الموجودة على وجوه الشباب اللي قاعد يسمعله في الصورة".
وقال الصحفي سلامة عبد الحميد: "جوز لميس جابر المدعو يحيى الفخراني: الفقراء لم يشتكوا من زيادة الأسعار.. تعرف إيه أنت عن الفقراء وأجرك سنويا بالملايين؟". أما الناقد أشرف الفيشاوي فقال: "لما ابن الو*خة البغل ده اللي متجوز واحد صاحبه اسمه لميس جابر يموت, افتكروا كلامه".
وفي رمضان الماضي، كانت أجور الممثلين عن أعمالهم الفنية كالتالي: عادل إمام ٤٠ مليون جنيه، ومحمود عبد العزيز ٢٧ مليون جنيه، ويحيى الفخراني ٢٧ مليون جنيه، ومحمد رمضان ٢٤ مليون جنيه، ومحمد منير ٢٢ مليون جنيه.
وعلَّق الفنان والشاعر الغنائي أمير طعيمة على تصريحات يحيى الفخراني، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا: "الفنان الكبير يحيى الفخراني اللي بكن له ولفنه كل الاحترام والتقدير، واللي تمللي بيجبرني إني أكون من جمهوره ومعجبيه.. يا أستاذ يحيى غلابة مين اللي مبيشتكوش، كون إن محيط حضرتك مفهوش غلابة يوصلك صوتهم فده مش معناه إن الغلابة مبيشتكوش، الغلابة الحقيقيين معندهمش فيس بوك ولا بيعملوا مداخلات مع أحمد موسى، بس حضرتك ممكن تنزل الشارع وتتكلم مع الناس وأنت تفهم إيه حالتهم واللي وصلوله، وهتسمع حكايات تشيب شعر الرأس".
وأضاف قائلًا: "بعدين بديهي من غير ما تنزل وتسألهم، لما الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة في بلد تشتكي من غلاء المعيشة، فالطبيعي إنك تقدر تتخيل حال محدودي الدخل والفقراء.. الناس يتظاهروا ويخرجوا من هدومهم تهاجموهم، الناس يسكتوا ويستحملوا تقولوا مبسوطين وراضيين".
تقرير أسوأ
وقال نشطاء ومحللون، إن تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن نسبة الفقر فى مصر يقول إنها تخطت الـ26 مليون مواطن".
وقال محمد بدوى دسوقى، نائب العسكر: إن زيادة نسبة الفقر فى البلاد تخطت (الرقم) المذكور؛ وذلك لأن الإحصائية كانت قبل قرار تعويم الجنيه بجانب الارتفاع غير المسبوق فى الأسعار، والذى جعل الطبقة المتوسطة تنهار.
وأوضح أن هذه النسبة قبل تحرير سعر صرف العملة وقت أن كان الدولار بـ8 جنيهات، والآن وصل الدولار إلى 19 جنيها، هذا يعنى أن الـ10 جنيهات بقت بـ"نص دولار"، معنى ذلك أن المواطن يعيش بأقل من "نصف دولار" فى اليوم.
وقالت إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، عن العام الماضى 2016، إن نسبة الفقر فى البلاد تخطت الـ27.8%، يقبعون تحت خط الفقر.
واقترضت "حكومة" الانقلاب نحو 27 مليار دولار من الخارج، منها 15 مليار دولار أعلنت عنها وزيرة التعاون الدولى، هذا إلى جانب 12 مليار دولار من صندوق النقد. واستبشر نائب برلمان العسكر بقرب الإطاحة بـ"حكومة" الانقلاب فى بداية 2017.
وأضاف- فى تصريحات صحفية اليوم الإثنين- أن الزيادة المزمعة فى أسعار الوقود، خاصة السولار فى بداية عام 2017، ستؤدى إلى ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار، وستتسبب فى أزمة كبرى يصعب السيطرة عليها. مضيفا أن زيادة أسعار السولار ستؤدى إلى ارتفاع أسعار أجرة المواصلات، التى زادت حتى الآن فقط بقيمة 50%، وهو ما لا يتحمله المواطن.