Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:”Calibri”,”sans-serif”; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
الإسكندرية –ياسر حسن
كأنها كانت تعلم نهايتها الطيبة، وأنها على يقين بأنها الله سيختارها.. لذا فقد قامت بكتابة أخر وصاياها..تلك وصية الشهيد "سيمة عبد الله" الطالبة بمعهد السيوف الأزهرى بالإسكندرية ذات العشرين ربيعاً والتى قتلتها رصاصات الغدر الإنقلابية عقب بدء مسيرة رفض الإنقلاب بمنطقة السيوف بشارع 16 .
وكتبت الشهيدة ..هذه وصيتي فأقرأوها جيدا ..فبدأت بأمها حيث قالت "أمي "أتخيلك عندما يهاتفك بعضهم قائلين لكي..أبنتك ماتت ! فتجري مسرعه تصرخين وتبكي أين أبنتي؟ أين فلذه كبدي ؟ فيجيبوكي أبحثي عنها لعلك تجديها هنا أو هناك ،فمضيتي تقدمي قدما وتؤخري أخري ،ترتجف أركانك كلها ،ترفعين الكفن عن الأول فلم تجديني ،فشهقتي شهقه عظيمه ثم تذرف عيناك ،وقلبك تتسارع نبضاته ،ثم تذهبي إلي الثاني والثالث وفجأه رفعتي الغطاء فوجدتيني هدأت أبتسامتي ،وسكنت أضلعي وتوقف فمي لأول مره لأن أرحب بكي ،فأنكببتي عليا باكية نحبيبتي أستيقظي ،لما لا تردي ؟ ،لماذا قتلوكي؟ .
وتكمل الشهيدة وصيتها لأمها .." أمي "يعز عليا فراقك ،لاتحزني فموعدنا الجنة ،سأنتظرك هناك حتي يجمع شملنا من جديد ،فلقد فضلت موت الأحرار علي عيش العبيد ،أماه والله مانزلت إلانصره لشريعته ودفاعا عن قضيتي وحلم الشهداء.
ثم تواصل وصيتها لأصدقائها وأخواتها.."وأنتم حبيباتي وأخواتي "إن جاءت تلك اللحظات فسامحوني إن قصرت ف حقكم أو أخطأت بقصد أو بدون قصد ،وأذكروني بالخير ،ولاتنسوا إني كنت بينكم يوما ،وأدعوا لي بظهر الغيب ،وأثبتوا ولاتيأسوا وأمضوا علي ماتعاهدنا عليه ،ولاتتركوا دماءنا تسيل هدرا ،ولاتجعلوا للحزن أن يعرف لكم طريق ،فأنا لاأقوي علي أختراق الحزن قلوبكم بعد أن أكون تحت الثري ،فقط كونوا علي ثقه ويقين أن هذا الإنقلاب إلي زوال وإن النصر قادم لامحاله فقط نحتاج للصبر،كونو علي حسن ظن بربكم .
وتختم الشهيد سمية عبد الله 20 عاماً وصيتها ..وأخيرا..أهلي وأمي وأبي وأخواتي وأحبابي ،يشهد ربي كم أحبكم ،فلاتنسوني يوما ،أتمني أن تكون لي ذكري خير بينكم ،وأخيرا أحبابي أبلغوا الراحين مني كل السلام ،وأبلغوهم إني أشتقت كثيرا إليهم وطالما تمنيت رجوعهم ولقائهم ،أخبروهم إني بكيت ف بعدهم كثيرا ،وتوجعت أكثر ،ولكن سامحتهم لأني أحبهم فاجعلوهم يسامحوني ويدعولي ،هذه كلماتي فأقرأوها جيدا عندما لاتجدوني بينكم ..والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .