كتب سيد توكل:
في عهد عانت فيه القضية الفلسطينية من الحرب التي يشنها رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وتواطؤه مع الكيان الصهيوني، بدأ العسكر في شن هجمة فكرية تستهدف ثوابت الدفاع عن المسجد الأقصى، والتلاعب بالخطاب العقائدي الذي يدعو إلى الجهاد لتحرير مقدسات المسلمين، وفتحت "العين السخنة" أبوابها واستضافت ملتقى شبابيا جمع شتات الخونة التابعين لدحلان مع الخونة التابعين للسيسي، بقيادة سعد الدين الهلالي الأستاذ الأزهري صاحب فتوى تحريم الدفاع عن المسجد الأقصى!
وانطلقت في منتجع العين السخنة برعاية الإمارات، شرق العاصمة المصرية القاهرة، فعاليات الملتقى الصهيوني السيساوي بعنوان "تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية"، بمشاركة نحو 160 خائنا انتقتهم المخابرات الحربية المصرية من قطاع غزة.
الهلالي: الأقصى لليهود!
و"سعد الدين الهلالي"، المؤيد للانقلاب العسكري، ظهر في الفترة الأخيرة بتصريحاته الصادمة المثيرة للجدل؛ بسبب الفتاوى التي يصدرها من آن لآخر بشكل مثير؛ التي تخالف الكثير من ثوابت العقيدة الإسلامية.
وسبق وزعم أن المساجد لله، ومن ثم يجب عدم الدفاع عن المسجد الأقصى كي لا يتم الدخول في حرب مع الصهاينة، وقال -خلال مداخلة هاتفية على فضائية "العاصمة"- إن الرسول صلى الله عليه وسلم مات والمسجد الأقصى كان في قبضة النصارى، ومن ثم لا يجب الآن إثارة حرب بسبب رغبة اليهود والمستوطنين في اقتحامه!
ودعا "الهلالي" إلى رفع اسم المسجد الأقصى وأي شعار ديني من أي حرب بين الناس، ورأى أنه "لا يجب الحديث عن نصرة الدين، كل شخص ينصر دينه لنفسه، لا يوجد ما يسمى انصر دين الله، ومن يقول ذلك فهو متاجر بالدين همه جمع الأموال".
مؤتمر صهيوني
وتناقش فعاليات المؤتمر على مدى يومين في أربع جلسات عمل، الأولى بعنوان "دور الخطاب الديني المعتدل في دعم القضية الفلسطينية"، وتحدث فيها "الهلالي" أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
وذكرت مصادر مطلعة أن الملتقى يتوجه بشكل مباشر لضرب جهود حركة حماس في تحرير المسجد الأقصى، وتفريغ القضية الفلسطينية من منطلق إيمانها بأن الشباب فاعل أساسي في تحرير أولى قبلة المسلمين وثاني الحرمين.
وأشارت المصادر إلى أن سلطات الانقلاب نظمت من قبل لقاءات مع عدد من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين تابعين للخائن محمد دحلان القيادي الفتحاوي المطرود من غزة، بهدف تعزيز الرؤية الصهيونية التي تستميت في هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان.
وشهدت مناقشات اليوم الأول بالملتقى نقاشات بشأن معبر رفح حيث تظاهر المشاركون بمناشدة سلطات الانقلاب من اجل فتح المعبر لتخفيف معاناة سكان القطاع المحاصر، وذلك لكسب شرعية للمؤتمر الصهيوني في الداخل الفلسطيني .
تهجير وتوطين!
ومنذ وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، قررت سلطات العسكر تحت ضغط من الاحتلال والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، سحب مشروع قرار كانت قد تقدمت به إلى مجلس الأمن، يطلب وقف وإدانة بناء المستوطنات الصهيونية.
وفي عهد السيسي أصبح "الكيان الصهيوني" الحليف والصديق الأقوى لمصر، وهو ما بدا واضحا من مواقف نظام الانقلاب العسكري، وسياساته وتصريحات مسئولية تجاه كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بدأت بإخلاء المناطق الحدودية بين مصر وفلسطين، وتهجير سكان مدينة رفح تلبية لرغبة صهيونية في إنشاء منطقة عازلة.
ففي أكتوبر 2014، أصدر رئيس وزراء الانقلاب حينها، إبراهيم محلب، قرارا بعزل المنطقة الشرقية بمدينة رفح المصرية المحاذية لقطاع غزة بناء على مقترح من وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، ونص القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية أنه في حالة امتناع أي ساكن عن الإخلاء يتم الاستيلاء جبرا على ما يملكه أو يحوزه أو يضع يده عليه من عقارات أو منقولات.
وانحاز السيسي بشكل علني وتنسيق أمني وعسكري إلى الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة صيف 2014، والذي أسفر عن استشهاد 2320 فلسطينيا، وهدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة جزئيا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، كما شارك في إحكام الحصار علي مليوني فلسطيني داخل القطاع، وهدم الأنفاق التي رفض الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك هدمها، وأغلق المعبر العربي الوحيد مع غزة.
طرق شيطانية ضد المقاومة
واستحدث السيسي طريقة جديدة لهدم الأنفاق التي تمتد عبر خطوط طولية تحت الأرض بين مصر وفلسطين، حيث قامت القوات المسلحة المصرية بضخ المياه على الشريط الحدودي بهدف إغراق الأنفاق، وهو ما اعتبرته حركة حماس حينها "تجديد للحصار" المفروض على القطاع وإهانة لعلاقات الود بين الشعبين الشقيقين، داعية مصر إلى فتح معبر رفح وإلزام "الاحتلال" برفع الحصار.
وقال القيادي في حماس، خليل الحية، إن الأنفاق الحدودية مع مصر كانت خيارا وحيدا أمام الفلسطينيين لمواجهة الحصار وإغراقها المتكرر بالمياه في ظل الحصار، هو حكم بعودة الحصار بقرار رسمي مسبق.
وذرا للرماد، وللتغطية على دعمه للعدوان الصهيوني على غزة أرسل السيسي مواد غذائية إلى قطاع غزة المحاصر، لكن نشطاء تداولوا صورا على مواقع التوصل الاجتماعي كشفت احتوائها على الحشرات والسوس، وهو ما اعتبره النشطاء فضيحة مدوية عكست حقيقة هذه المساعدات التي لم تكن سوى للاستهلاك الإعلامي.