“عشوة سمك” تفضح تعثر السيسي في إدارة شئون الانقلاب

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

نشر موقع "برلماني" صورة جديدة لـ"علاء وجمال مبارك"، نجلى الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، بعد ظهورهما أمس في شبرا، وبدون حراسة، لتناول "عشوة سمك" أمام الدوران. 

 

وقال محرر الموقع: "في مشهد يعمه الفرح والحفاوة التف حولهما العديد من المواطنين في المطعم، وقاموا بالتقاط الصور التذكارية معهما". 

 

هذا الظهور ليس هو الأول لـ"علاء وجمال" نجلى المخلوع، خلال الفترة الماضية، حيث كان آخر ظهور لهما فى عزاء زوجة الفنان محمد صبحي، ومن قبله تواجد علاء مبارك في عزاء الفنان محمود عبد العزيز، والقيام بجولات مختلفة فى أهرامات الجيزة وأماكن أخرى.

 

نجوم السلب والنهب في عهد مبارك

 

وفي سياق عودة رجال المخلوع إلى المشهد الإعلامي، ظهر الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المنحل في ثورة 25 يناير، أثناء وجوده في محكمة النقض، عقب نظر أولى جلسات طعن رئيس مجلس الشورى الأسبق، صفوت الشريف، ونجله "إيهاب"، لإلغاء الحكم الصادر ضدهما من محكمة جنايات القاهرة، بسجنهما 5 سنوات وإلزامهما برد 209 ملايين و78 ألفا و454 جنيها، على خلفية إدانتهما فى قضية كسب غير مشروع. 

 

"سرور" الذي نال البراءة هو الآخر من عدة قضايا متعلقة بالنهب والسلب والفساد أيام المخلوع، حضر أولى جلسات الطعن على عقوبة سجن الشريف 5 سنوات، للدفاع عنه أمام المحكمة. 

 

وعاقبت محكمة جنايات القاهرة فى 28 مايو الماضي، كلا من "صفوت الشريف"، رئيس مجلس الشورى المنحل، ونجله إيهاب، بالسجن 5 سنوات "حضوريا"، ومعاقبة نجله "أشرف" غيابيا، بالسجن 10 سنوات، وألزمتهم برد المبلغ سالف الذكر وتغريمهم مبلغا مماثلا، لاتهامهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ قبل ثورة 25 يناير.

 

علاقات حميمة مع الخليج

 

وفيما يعاني السيسي تخبطاً واضحاً وقطع حبال المساعدات الخليجية، خصوصًا مع السعودية، يطرح الظهور الجديد لعلاء وجمال تساؤلًا حول إمكانية سماح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بظهور رجال المخلوع في المشهد السياسي، لإصلاح الأخطاء التي تورط فيها الجنرال داخليا وخارجياً، باعتبار خبرتهم الكبيرة في قمع البلاد طوال 60 عاماً، وعلاقاتهم الخارجية مع الخليج.

 

وقد عرض رجال مبارك، تقديم استشارات اقتصادية لمصر للنهوض من كبوتها سواء بحكم خبراتهم الاقتصادية السابقة أو بحكم مناصبهم الدولية الحالية، إلا أن النظام الحاكم لم يصدر منه رد حاسم حتى الآن فى مدى مشاركة رجال مبارك من عدمه فى الإصلاح الاقتصادى الحالي.

 

وفى إطار ذلك رصدت دعوات رجال مبارك لإصلاح الاقتصاد المصرى حاليًا ومدى تجاوب نظام السيسى مع هذه الدعوات الاقتصادية.

 

"عز".. يدعوكم للتفاؤل !

 

عاد المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل ورئيس لجنة الخطة والموازنة الأسبق، إلى الساحة السياسية من جديد، ليس من خلال حزب، ولكنه اختار أن يكون ظهوره من خلال مقال نشر بجريدة “المصرى اليوم” تحت عنوان “دعوة للتفاؤل”، وبدأها مبررًا لسبب كتابته للمقال، والذى قال بأنه دافع وطنى وليس العودة للظهور فى الحياة العامة من جديد بحسب زعمه.

 

داعيًا المصريين لعدم التشاؤم من خلال “روشتة” وضعها لعلاج الاقتصاد المصرى من عثراته، مستندًا إلى نسبة النمو الاقتصادى التى تحققت منذ 2004وحتى 2011 والتى وصلت من 5-7%، والتى لم يوضح فى مقاله كيف تحقق هذا المعدل؟ وهل كان بزيادة حقيقية فى قدرة الاقتصاد على النهوض بصناعات حقيقية، وزيادة فى حجم الصادرات، أم من خلال الخصخصة، وتعويم سعر الجنيه، ورفع الدعم، وتناسى الرد على السؤال الأصعب، وهو لماذا لم يشعر المصريون بهذا المعدل فى النمو إذا كان حقيقيًا؟.

 

ويبدو عز، فى مقاله واثقًا بشكل مبالغ فيه من أطروحته، خاصة أنه يحاول أن يطمئن المصريين بعدما ذاقوا ويلات السياست الاحتكارية التى كان يمارسها، بأن الوضع ليس كما يصور لهم من خلال رصده بأن حكومة الانقلاب مدينة لنفسها، بمعنى أنها اقترضت من المصريين بنسبة 80% من إجمالى الدين العام الذى تجاوز 100% من الناتج المحلى، فى ظل تشكيك الخبراء فى هذا الرقم لأن هناك ديونًا خارجية تناساها،إضافة إلى مدخرات المصريين فى قناة السويس الجديدة.

 

واعتبر عز، أن اقتراض قائد الانقلاب من صندوق النقد أمرًا طبيعيًا، فى ظل كلامه عن قدرة مصر على تحمل ديون خارجية تصل إلى 30 مليار دولار وليس مجرد 3 مليارات دولار سنويًا على مدار 3 سنوات، متناسيًا أن التكلفة لهذا القرض سيتحملها فقراء الشعب فى ظل فوائد وشروط يضعها الصندوق من أجل الموافقة على القرض، يتضرر منها بشكل مباشر الطبقات المتوسطة ومحدودى الدخل.

 

وعاد عز، للتلويح فى مقاله بآليات رفع الدعم وتعويم سعر الجنيه لمعالجة الاقتصاد فى محاولة للتبرير بأن الشعب سيواجه صعوبة فى الأسعار فى بادئ الأمر، لكنها ستؤتى بثمارها على المدى الطويل مع اعتياد الشعب على ذلك الارتفاع، والذى يبدو أن حكومة الانقلاب الحالية تسير على نفس الدرب فى هذه “الروشتة” بخطى حثيثة.

 

ظهور رجال مبارك في هذا التوقيت يحمل رسائل عديدة، أهمها: 

 

– “نحن هنا” فالظهور هو الأول لهما، منذ إخلاء سبيلهما في قضايا قتل المتظاهرين والقصور الرئاسية، وابتسامة عريضة تعلو وجوهًا غابت عن الحياة العامة طويلًا، تظهر لأول مرة أمام الجميع دون القضبان الحديدية وملابس السجن التي تبدَّلت بـ”بدل” سوداء تبعث رسالة للجميع “نحن هنا”.

 

– أنهم يتحركون بحرية أمام الشعب، الذي كان سببًا في رحيل نظام والدهما، ولم يكن متصوراً أن تخط قدما نجلا الرئيس المخلوع أرضًا أبعد من السجن، أو يدفعان ثمن ما عاش فيه غالبية الشعب من القمع والانتهاكات وسلب الحريات.

 

– أن الظهور كان مقصوداً، و 4 سنوات في السجن منذ قيام ثورة 25 يناير لم تغيِّر رؤية بعض الناس لـ”علاء” و”جمال” بأنهما لا يزالان نجلي الرئيس، أمر جعل الثنائي يتناولان "عشوة سمك" في حالة نشوة وسعادة غامرة.