هويدي يكشف صفقة ترامب مع عملاء العرب

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أن إسرائيل حققت اختراقا واسعا للساحة العربية على نحو أصبح التطبيع فى ظله أمرا واقعا، وأن مقدمات الانتقال من التطبيع إلى التحالف باتت ظاهرة للعيان، موضحا أن ثمة توافق على تجاوز ملف القضية الفلسطينية، بحيث باتت الأولوية شبه محسومة لصالح الدعوة لمؤتمر دولى تشارك فيه إسرائيل مع ما يسمى بالدول العربية المعتدلة تؤدى إلى عقد تحالف معلن بدعوى مكافحة الإرهاب والتصدى للخطر الإيرانى.

وأشار هويدي خلال تحليل سياسي كتبه في صحيفة "الشروق" اليوم الثلاثاء، إلى ما ذكرته وكالة أنباء "بلومبرج" حول هذه الصفقة بين زعماء العرب والكيان الصهيوني، فضلا عن أنه يلقى تأييدا وحماسا من الإدارة الأمريكية الجديدة،  بدعوى أن التفاهم مع الفلسطينيين فشل خلال ٢٤ عاما، ولم يعد هناك حل سوى البحث عن تسوية إقليمية مع الدول المعتدلة بعيدا عن الفلسطينيين، بمشاركة خمس دول عربية فى التسوية هى مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب.

وأضاف هويدي أن الرئيس الأمريكى الجديد الذى عرف بأنه رجل الصفقات أراد صفقة مع الدول الصديقة له بالمنطقة، بمقتضاها يلقى بثقله فى الحرب ضد الإرهاب ويتضامن معها في اعتبار جماعة "الإخوان المسلمين" جماعة "إرهابية". كما يصطف إلى جانب التصدى لإيران، شريطة أن تتولى الدول الخليجية تغطية نفقات تلك الحرب، مقابل اتفاقات سلام مع إسرائيل تمهد لإغلاق ملف القضية الفلسطينية لكى تطمئن إسرائيل وتحقق انتصارها النهائى.

وأكد أن إسرائيل تتصرف الآن وهى مطمئنة إلى أن ذلك "السيناريو" قادم لا محالة،  ويتجلى ذلك فى إطلاق حملة التوحش الاستيطانى من خلال إقامة ٦ آلاف وحدة سكنية جديدة، والكشف عن مشروع إقامة شبكة مواصلات عملاقة فى الضفة الغربية تمهيدا لضمها إلى إسرائىل. وإعداد مخطط لمد خط للسكة الحديد يربط بين إسرائيل والأردن فى خطوة للوصول إلى دول المشرق (جيروزاليم بوست ٢٨/١) كما تم الكشف عن خط شاحنات محمل بالبضائع الإسرائيلية يتحرك يوميا من ميناء حيفا إلى الأردن، ومنها إلى الدول العربية.

وتابع: "أننا لا نعفى السياسة الخارجية الإيرانية من بعض المسئولية عن إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه، لأن التمدد الإيرانى فى العالم العربى أصبح الذريعة الأكبر التى استخدمت سواء لصرف الانتباه عن الخطر الإسرائيلى أو لطرح فكرة التحالف مع إسرائيل للتصدى لذلك التمدد.
وأكد هويدي أن المخططات المرسومة أسقطت فكرة حل الدولتين، كما أنها تفترض ثبات الخرائط الراهنة فى الساحة الدولية، وذلك ليس مقطوعا به. كما أنها تتجاهل رد الفعل الفلسطينى بل وتعتبر أن الشعب الفلسطينى إما أنه غير موجود وإما أن القيادة الراهنة فى رام الله قامت بإخصائه وأشركته معها فى الانبطاح والتنسيق الأمنى مع إسرائيل، رغم أن التجربة أثبتت أن ذلك وهم كبير، موضحا أنه يراد لتلك النهاية الدرامية للقضية الفلسطينية أن تتم فى ذكرى مرور مائة عام على إطلاق وعد بلفور فى عام ١٩١٧. وتلك من مفارقات الأقدار وسخرياتها.