كتب رامي ربيع:
على وقع موسيقى صاخبة يتراقص نجوم التمثيل والغناء ليس لتقديم أعمال فنية لهم ولكن لتقديم دعاية وإعلان لترويج منتجات طبية بين المرضى المصريين الذين يزداد عددهم بين دقيقة وأخرى.
الزيادة الكبيرة في أعداد المرضى حولتهم لدى البعض إلى سوق كبير تتنافس عليه حكومات وشركات عدة، حيث التنافس هنا ليس على علاجهم ولكن لتحصيل أكبر قدر من أموالهم بعد أن أمرضتهم الحياة في بلد أصبح مرتعا لانتشار الفساد والأمراض.
الرقص على آلام وأوجاع المرضى المصريين ارتفعت وتيرته خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ بمشاركة أسماء لامعة في الدعاية لمنتجات وأدوية تعالج من أمراض مزمنة مثل السكر والسمنة وخشونة العظام، إلا أنه سرعان ما تم اكتشاف أن هذه المنتجات مزيفة وغير فعالة لتصبح الجريمة جريمتين.. متاجرة بآلام المرضى وخداع بأدوية مغشوشة قد تزيد الأوجاع إن لم تكن سببا في الموت.
جهاز حماية المستهلك لم يقف متفرجا هذه المرة، بل أشهر سيف كلماته الرنانة وأصدر بيانا شديد اللهجة، اعتبر فيه هذه الإعلانات بمثابة متاجرة بأوجاع المصريين في ظل الظروف الاقتصادية التي يعانون منها، والتي تحول دون تلقى علاج في مستشفيات متطورة في ظل تردي الخدمات في المستشفيات الحكومية.
بين إعلانات وهمية تصدر للناس على أنها دواء لأمراضهم وبين حكومة همها الأول والأخير زيادة أوجاع المصريين برفع أسعار الأدوية المرخصة.. يبقى المواطن البسيط ضحية تلك الجرائم التي تهدد صحته وسلامته، في الوقت الذي بات سلعة رخيصة يتاجر بها كل من فقد ضميره وأخلاقه.
