فشل ذريع في أزمة سد النهضة.. إثيوبيا تعلن عن الملء الثالث والسيسي يستجدي المفاوضات

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي ينتظر فيه عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي بدء مفاوضات سد النهضة بأي ثمن بدأت إثيوبيا تعلن عن إجراءات الملء الثالث للسد وكانت قد أعلنت من قبل رفضها توقيع أي اتفاق ملزم لإدارة وتشغيل سد النهضة مع كل من السودان ومصر ما يعني أن السيسي يتعمد تضييع حقوق المصريين التاريخية في مياه النيل.

أيضا فشلت لعبة مجلس الأمن التي لجأ إليها السيسي وكان يعوّل على أن المجلس سوف يلجم أثيوبيا ويمنعها من استكمال بناء السد إلا بعد توقيع اتفاق ثلاثي مع دولتي المصب.

كانت وزارة الخارجية السودانية قد كشفت أن إثيوبيا بدأت تعلية الممر الأوسط لسد النهضة، ووضع جدران خرسانية، استعدادا للملء الثالث للسد، مؤكدة أن السودان في انتظار دعوة رئيس الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسكيدي، الذي يترأس الاتحاد الإفريقي، لاستئناف التفاوض.

يشار إلى أن إنشاء سد النهضة الإثيوبي بدأ في 2011، بهدف توليد الكهرباء؛ ورغم توقيع إعلان المبادئ بين السيسي وإثيوبيا والسودان عام 2015، والذي ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد عبر الحوار، إلا أن المفاوضات فشلت في التوصل لهذا الاتفاق بسبب التعنت الإثيوبي.

 

الملء الثالث

من جانبه حذر الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة من الأخبار المتداولة حول بدء إثيوبيا وضع حوائط خرسانية استعدادا للملء الثالث لسد النهضة.

وقال شراقي على صفحته بموقع التواصل الاجتماع فيسبوك إن "سد النهضة خرساني، ويتم الصب مباشرة على جسم السد، مشيرا إلى أن المياه تفيض حتى الآن من أعلى المرر الأوسط، وسيستمر ذلك حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل".

وأضاف  بعد ذلك سيتم إما تشغيل توربين أو اثنين لإمرار المياه بدلا من أعلى الممر الأوسط، أو في حالة استمرار فشل التشغيل سيتم فتح بوابتي التصريف السفلى، التي تم فتحهما في أبريل حتى منتصف أغسطس الماضي، ثم تجفيف الممر وإنهاء الأعمال الهندسية على جانبي السد حتى منسوب 595 على الأقل. وأشار شراقي إلى أنه حينئذ يتم تجهيز الممر الأوسط وبدء الخرسانة غالبا في فبراير المقبل.

 

انهيار السد

وحذر الدكتور أحمد عبد الخالق الشناوي خبير السدود الدولي من أن الملء الثالث قد يؤدي إلى انهيار سد النهضة، موضحا أن إثيوبيا لم تتمكن من القيام بعملية الملء الثاني بالكامل، وهذا راجع إلى أن سد النهضة تمت إقامته على منطقة فوالق أرضية نشطة، يُمنع نهائيا بناء السدود عليها، لأن الأرض هنا تكون غير ثابتة، وعند وجود كميات مياه كبيرة تتحرك تلك الفوالق وتؤدي إلى انهيار ما عليها من منشآت".

وقال الشناوي في تصريحات صحفية إن "هناك سدا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية انهار منذ ثلاث سنوات لنفس الأسباب بسبب الفوالق الأرضية، مؤكدا أن هذه ليست تنبؤات أو حملات دعائية، لكنها نظريات علمية عالمية".

وأشار إلى أن "كل دعايات الملء الأول والثاني لم تصل إلى 10 مليار متر مكعب في بحيرة السد وربما لم تصل إلى الملء الأول نفسه".

 وتابع الشناوي "في اعتقادي أن أجزاء كبيرة من السد انهارت عدة مرات، ولا تزال هناك جيوب هوائية لم تملأ بالمياه أسفل السد، وسوف تملأ بالمياه مع زيادة التخزين وفق نظرية الأواني المستطرقة، أي أن تلك الفوالق تُملأ واحدة تلو الأخرى مع زيادة كميات المياه".

وحول الآراء التي ترفض تلك النظريات وتعتبرها دعاية وأمنيات غير واقعية لبث المخاوف لا أكثر، قال الشناوي "هذا السد انهار ثلاث مرات وتم الإعلان عن ذلك في العام 2016، حيث انهارت البوابة الأولى والثانية والثالثة، أما في العام 2018 فقد انهار معظم السد ولم تخرج تلك الأخبار من مصر فقط، بل إن صور الأقمار الصناعية هي التي قالت ذلك، وفي أغسطس قبل الماضي كانت هناك غيامة في منطقة السد منعت التصوير".

وأضاف "منذ فترة قريبة كانت هناك تصريحات للوزير السوداني المسؤول عن الري بأن هناك تشققات في جسم السد وأن الشركة المنفذة بدأت في الانسحاب، وتوجه الوزير بتحذير إلى كل من يسكن على النيل الأزرق بالسودان بأن هناك سيولا سوف تحدث".

 

عجز مائي

وكشف الدكتور عصام حجي -عالم الفضاء المتخصص في دراسة المياه على الأرض وفي المجموعة الشمسية- عن المخاطر المحدقة بالدلتا والأراضي الزراعية على ضفاف نهر النيل تبعا للسيناريوهات المتعلقة بمدة ملء خزان سد النهضة الإثيوبي، والتي تتراوح بين 3 سنوات و21 سنة.

وقال حجي في تصريحات صحفية "رغم أن إثيوبيا أنجزت فعليا المرحلة الأولى والثانية من الملء ، في ظل الرفض المصري السوداني والمفاوضات المتعثرة؛ فإن كل السيناريوهات تبقى ممكنة".

وحذر من أن "سيناريو الملء القصير لسد النهضة (3 سنوات) قد يؤدي إلى عجز مائي متوسط يقارب 31 مليار متر مكعب سنويا -وهو ما يقدر بنحو 40% من الموازنة المائية الحالية لمصر- وبالتالي تقليص المساحة الزراعية الحالية بنسبة 72%. وسيترتب عن ذلك هبوط إجمالي الناتج المحلي الزراعي من 91 مليار دولار إلى نحو 40 مليار دولار خلال فترة الملء، كما سينتج عن ذلك انخفاض في الناتج المحلي للفرد بنسبة 8% وزيادة في معدلات البطالة بنحو 11% عن المعدلات الحالية".