كارت الفلاح.. التكنولوجيا سلاح العسكر لتعذيب المزارعين ونهب أموالهم وحيازاتهم الزراعية

- ‎فيتقارير

التحول الرقمي ..كارت الفلاح.. كارت الخدمات المتكاملة .. إلى آخر ذلك من مسميات من المفترض أنها تعمل على تسهيل إجراءات تقديم الخدمات للمواطنين، وتضمن وصولها إلى المستحقين وتمنع الفساد والسرقة والغش والتزوير ، لكن هذه الوسائل في زمن الانقلاب تتحول إلى وسيلة لتعذيب المصريين ومنعهم من الحصول على حقوقهم، كما أنها تتحول إلى آلية تستخدم في مزيد من الاستنزاف والنهب وتنفيض الجيوب .

في هذا السياق حولت الجمعيات الزراعية كارت الفلاح إلى وسيلة للكوارث والأزمات التي تسببت في إصابة المزارعين بالذعر بعد تغيير الحيازات وحدوث أخطاء في الورثة وأخطاء في الأسماء بجانب احتواء بعض الكروت على حيازات أكبر من الحقيقي وهو ما كشف عنه عدد من المزارعين في أسوان .

وأرجع الفلاحون هذه الكوارث إلى قلة عدد الموظفين بالجمعيات الزراعية وفشل الموظفين الكبار الموجودين بالجمعيات في التعامل مع الحاسب الآلي، خاصة أن معظمهم اقترب من سن المعاش ولم يحصلوا على دورات كمبيوتر إلا في أيامهم الأخيرة بعد فوات الآوان، لكنهم لم يستفيدوا منها.

 

أخطاء كبيرة

حول هذه الكارثة قال حسن أفندي من مزارعي جمعية بنبان بأسوان ، توسمنا خيرا بظهور كارت الفلاح بالجمعيات الزراعية وتسلم المزارعين الكارت لصرف مستلزمات الإنتاج والأسمدة إلكترونيا بجانب تنظيم الحيازات إلا أننا فوجئنا بأخطاء كبيرة في كارت الفلاح بمعظم حيازات المزارعين، مما يسبب مشاكل لنا مشيرا إلى أن تصحيح الأخطاء يحتاج لوقت طويل مما يضيع حقوق المزارعين في الأسمدة.

وطالب أفندي في تصريحات صحفية بتعيين خريجين جدد من حملة بكالوريوس الزراعة والحاصلين على دورات معتمدة في الحاسب الآلي، لمواكبة التطور وخدمة الجمعيات الزراعية التي أصبحت خاوية من المهندسين والمتخصصين الزراعيين.

 

كوارث

وأكد رجب مصطفى عبد الجليل أن كارت الفلاح جاء بكوارث مثل تغيير الحيازات حيث كان لأحد المزارعين مساحة 3 قراريط تم تسجيلها على أنها 3 أفدنة، مما يتسبب في حصول المزارع على الأسمدة أكثر من حقه ومزايا أخرى هي من نصيب مزارعين آخرين.

وتساءل عبد الجليل في تصريحات صحفية كيف يقوم موظف بالإشراف على الزراعات بـ 16 حوضا بالجمعية الزراعة بالرقبة ويقوم في نفس الوقت بحصر الزراعات وحصر ملاك الحيازات الزراعية وتوزيع الأسمدة لأكثر من 10 آلاف مزارع ولا يجد من يعاونه ولو من شباب الخريجين بعقود مؤقتة ؟

وقال إن “نفس الأزمة تحدث في جمعيات دراو الزراعية بالكامل”.

 

الجمعيات الزراعية

وتوقع أحمد البصيلي من مزارعي إدفو حدوث أخطاء كبيرة خلال الفترة القادمة لغياب الموظفين المؤهلين للتعامل مع كارت الفلاح نظرا لقلة الموظفين بالجمعيات وظهور أخطاء في الحيازات، مؤكدا أن بعض المزارعين حصل على حيازات وهمية وحقوق لم تكن من صالحهم.

وطالب البصيلي في تصريحات صحفية بضرورة تعيين موظفين جدد، مشيرا إلى أن الجمعيات أصبحت مثل البيوت المهجورة لقلة أعداد المشرفين الزراعيين وتحول أغلبهم لسن المعاش، مما تسبب في هجوم المزيد من الأمراض على الزراعات وأزمات داخل الجمعيات الزراعية، بسبب العجز في أعداد المهندسين الزراعيين.

وتساءل كيف يدير كل مدير جمعية من جمعيتين لثلاث جمعيات في وقت واحد ونطالبه بعدها بحصر الحيازات بطريقة صحيحة وتدوين بيانات المزارعين بطريقة جيدة، وهو أمر يجعله لا يكفي متطلبات كل الأحواض من مراقبة للتعديات واكتشاف الأمراض التي تصيب الزراعات وكذلك ظهور أزمات في حصر المستحقين للأسمدة ووجود شكاوى من المزارعين في إدارة الجمعيات للأحواض وتوزيع حقوق المزارعين وحصص التقاوي والأسمدة.

 

سن المعاش

وقال بدري أبو الروس من مزارعي كوم أمبو إن “مديرية الزراعة بأسوان والإدارات الزراعية تعاني من اقتراب معظم المهندسين الزراعيين من الخروج لسن المعاش ونهاية الخدمة ونفس الأمر ينطبق على إدارة شئون التعاون، حيث تنتهي خدمة المهندسين المتخصصين الزراعيين بالإدارات الأربعة أسوان ودراو وكوم أمبو ونصر النوبة بنهاية عام 2023.

وأضاف أبو الروس في تصريحات صحفية: تزعم الإدارة الزراعية أنها خلال الفترة القادمة ستعمل على الاستفادة من الدورات التدريبية التي تقيمها وزارة زراعة الانقلاب من حين لأخر إلا أنها لا تجد مهندسين زراعيين .

وأشار إلى أن الموظفين بالإدارات الزراعية والتعاون معظمهم غير متخصصين في الزراعة، حيث كان من تقدم من أوائل الخريجين في سنوات سابقة من خريجي التجارة والحقوق والآداب ولا يجيدون التعامل مع المنظومة الزراعية .

 

قلة الإنتاجية

وقال حمدي يونس من مزارعي نصر النوبة إن “غياب المتخصصين الزراعيين كان له تأثير كبير على المنظومة الزراعية وتسبب في قلة إنتاجية الزراعات لقلة الخبرات الزراعية من خريجى كليات الزراعة” .

وأكد يونس في تصريحات صحفية أن الأمراض انتشرت في الزراعات وظهرت أخطاء كارثية في كارت الفلاح الذي يحتاج لموظفين مؤهلين حديثي التخرج.

 

الحشرة القشرية

وقال أسامة سليم من مزارعي إدفو إن “غياب المتخصصين الزراعيين سيكون بمثابة كارثة تصيب الزراعات لافتا إلى أن المنظومة الزراعية لم تقم بتأهيل وتعيين مهندسين زراعيين جدد لاستكمال المسيرة في ظل التحديات التي تواجهنا من تغول التعديات على الزراعة بجانب الأمراض التي واجهت المحاصيل الزراعية لقلة المشرفين الزراعيين”.

وأشار سليم في تصريحات صحفية إلى أن الحشرة القشرية أصابت محصول القصب لقلة تمشيط الزراعات من قبل مشرفين زراعيين يعرفون الأمراض كما انتشر السوس والتفحم بين الزراعات، بينما انتشر التفحم الأسود في محصول القمح ومؤخرا ظهرت دودة الحشد الخريفي التي تصيب الذرة الشامية.