بعد تهديد حماس بالتصعيد.. وزير خارجية الاحتلال يهرول إلى السيسي لتهدئة الأوضاع

- ‎فيعربي ودولي

زار وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي القاهرة طمعا في تعزيز العلاقات ودعم وقف إطلاق النار الهش بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة.

واستقبل وزير الخارجية يائير لبيد المنقلب عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، لإجراء محادثات عكست الروابط الدافئة بين سلطات الانقلاب وحكومة الاحتلال الجديدة، كما شارك رئيس المخابرات المصرية في الاجتماعات.

وكانت مصر أول دولة عربية تتوصل إلى اتفاق سلام مع الاحتلال، لعبت دور الوسيط الرئيسي بين الكيان الصهيوني وحماس.

وكان الأعداء اللدودون قد خاضوا أربع حروب منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007، وآخرها الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 11 يوما، والذي بدأ في 10 مايو وقتل ما لا يقل عن 253 فلسطينيا، من بينهم 66 طفلا، وجرح أكثر من 1900 شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وقتل ما لا يقل عن 12 شخصا، من بينهم ثلاثة عمال أجانب وطفلان، في الكيان الصهيوني بصواريخ أطلقتها حماس وجماعات مسلحة أخرى من غزة خلال الفترة نفسها، ومنذ ذلك الحين، تعمل مصر بهدوء لترتيب هدنة طويلة الأجل.

وتطالب حماس بتخفيف الحصار الإسرائيلي المصري الخانق، في حين تسعى دولة الاحتلال إلى إطلاق سراح اثنين من الأسرى الإسرائيليين ورفات اثنين من الجنود القتلى الذين تحتجزهم حماس.

وقالت وزارة الخارجية الصهيونية إن "لبيد قدم خطة لتطوير اقتصاد غزة مقابل ضمانات بالهدوء، و نزع السلاح في نهاية المطاف، من قبل حماس، وقالت إن الخطة يجب أن تعالج مسألة الأسرى والمفقودين".

كما بحث لابيد الجهود الإسرائيلية لتعزيز السلطة الفلسطينية المنافسة التي أطاحت حماس بقواتها في عام 2007.

ولا يحكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى مناطق محدودة من الحكم الذاتي في الضفة الغربية التي يحتلها الكيان الصهيوني.

 

البرنامج النووي الإيراني

وقد أثار لابيد مخاوف إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني وعبر عن رغبة بلاده في تكثيف التعاون مع مصر في المجالات المدنية الاقتصادية و الزراعية و التجارية، بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقال لابيد إن "مصر شريك إستراتيجي مهم بشكل خاص لإسرائيل، وإن هدفي يتلخص في تعزيز علاقاتنا الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية مع مصر، ومن المهم مواصلة العمل على تحقيق السلام بين بلدينا".

ولدى وصوله، رحب السيسي بلابيد، الذي شدد على التزام بلاده بحل الدولتين، وبتحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط، بحسب بيان صدر عن مكتب السيسي.

ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة التى احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967.

إن مصر، مثلها في ذلك كمثل أغلب المجتمع الدولي، كانت حريصة دوما على دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت استقلال فلسطين، وقد استبعد إجراء محادثات سلام، على الرغم من أنه يفضل اتخاذ خطوات للحد من التوترات وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني.

 

آثار مهربة

وخلال محادثات منفصلة مع نظيره المصري سلم لبيد 95 قطعة أثرية مصرية مسروقة كانت قد استولت عليها إسرائيل.

وقالت خارجية الاحتلال إن "مهربا قُبض عليه يحمل بعض الأشياء في المطار في عام 2013 عند وصوله من طائرة قادمة من مصر، وقد عُثر على أكثر من 90 آخرين في متجر للتحف الأثرية في القدس في العام نفسه".

وأضافت أن هذه الأشياء تشمل نقوشا على الحجر الهيروغليفية ، وجزء من تابوت خشبي ، ونقوش على البردي ، وتماثيل للآلهة المصرية ، وشخصيات أخرى موضوعة داخل المقابر كقرابين للدفن، ونشرت دولة الاحتلال صورة لبيد وشكري أمام طاولة مليئة بالقطع الأثرية.

 

علاقات دافئة

وكانت مصر و دولة الاحتلال توصلتا إلى اتفاق سلام تاريخي في 1979، وكانت العلاقات هادئة بشكل عام بين البلدين على الرغم من أن التعاون الأمني من وراء الكواليس لا يزال قويا، كانت هناك علامات متنامية على التعاون الشامل في الشهور الأخيرة.

وتأتي زيارة لابيد بعد ثلاثة أشهر من عقد بينيت محادثات مع السيسي في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء صهيوني إلى مصر منذ أكثر من عشر سنوات، في ذلك الوقت، أشارت الزيارة إلى تحسن في العلاقة التي كانت تركز على الأمن، لكنها كانت باردة إلى حد ما في عهد بنيامين نتنياهو، سلف بينيت.

وفي مايو أيضا، اجتمع وزير خارجية الاحتلال آنذاك، غابي أشكنازي، مع نظيره المصري في القاهرة، كانت هذه أول زيارة يقوم بها كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين لمصر منذ 13 عاما.

 

https://www.aljazeera.com/news/2021/12/9/israeli-foreign-minister-lapid-visits-egypt-to-boost-ties