طائرات الاحتلال تقصف مواقع للمقاومة بغزة.. حرب جديدة أم عدوان مؤقت؟

- ‎فيعربي ودولي

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، الأحد 02 يناير 2022م، غارات على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال نقطة رصد للمقاومة شمالي قطاع غزة. وكانت طائرات الاحتلال  قد  كثفت من طلعاتها في أجواء القطاع قبل تنفيذ عملية القصف، وفق تقارير إعلامية.

وكانت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، قد ذكرت أنّ الجيش قرر مهاجمة أهداف في غزة، رداً على إطلاق الصاروخين، فيما أبلغت حكومة الاحتلال حركة “حماس” عبر الوسيط المصري بأنها تنظر بخطورة لإطلاق الصواريخ على منطقة تل أبيب. ونقل باراك رافيد، المعلّق السياسي لموقع “واللاه”، مساء السبت، عن مسؤول إسرائيلي بارز أنّ تل أبيب نقلت رسالة إلى الوسطاء المصريين، مفادها بأنّه لا يمكن أن تسلم بمثل هذا السلوك حتى لو جاء عن طريق الخطأ.  ولفت المسؤول إلى أنّ هذا هو الحادث الثاني من نوعه الذي يحدث في غضون أيام، مشيراً إلى إقدام مسلح فلسطيني على إطلاق النار باتجاه عمال يشاركون في تدشين تحصينات على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، وهو ما أسفر عن إصابة أحد العمال.

في السياق، كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على الوساطة التي يقودها جهاز المخابرات العامة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، عن اتصالات مكثفة من جانب مسؤولي الملف الفلسطيني في الجهاز خلال الساعات التي سبقت العدوان الإسرائيلي، لمنع نشوب مواجهة عسكرية جديدة في قطاع غزة، في أعقاب سقوط صاروخين خرجا من غزة وسقطا قبالة سواحل تل أبيب.

وبحسب صحيفة “العربي الجديد” فإنه “فور معرفة الجانب المصري بالتطور المفاجئ الذي حدث في ساعة مبكرة من صباح السبت، أُجريت سلسلة اتصالات للوقوف على تفاصيل الحدث”، كاشفة أن “مسؤولين في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، أبلغوا الجانب المصري أنه بعد العودة للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، تبين أن الصاروخين خرجا نتيجة خلل فني، وأنهما لم يكونا ضمن أية انشطة تدريبية أو تجريبية تجري في القطاع”. وتابعت المصادر أنه على الفور “تم نقل الرسالة من جانب مصر إلى المسؤولين في حكومة الاحتلال، لتوضيح الموقف، لقطع الطريق أمام أي ضربات إسرائيلية لمواقع المقاومة في قطاع غزة، خاصة في ظل حالة التوتر المتصاعدة في القطاع”.

وكشف المصدر أن الجانب الإسرائيلي “لم يبلغ مصر موقفًا محددًا خلال الاتصالات الأولى”، مؤكداً أنه “ستتم مراجعة المستويات العسكرية والسياسية والاستخبارية ذات الصلة للوقوف على حقيقة الرواية الصادرة من حركة حماس، ومدى دقتها”. وأشارت المصادر إلى أنه “بعد نحو ثلاث ساعات، تلقى المسؤولون في مصر رسالة من الجانب الإسرائيلي وصفت بـ”المبدئية” بأن الرد سيكون مؤجلًا إلى وقت تراه مناسبا، خاصة أن الصواريخ لم تتسبب في أية خسائر وسقطت في البحر، وهو ما خفف من وطأة الحدث، سواء كان مرتبًا أو خطأ فنيًا نتيجة الأحوال الجوية”.

وشددت المصادر، على أن “الاتصالات شهدت توصية مصرية لمسؤولي الاحتلال بتفويت الفرصة، خاصة في ظل حالة التأهب لدى حركة الجهاد الإسلامي تحسبًا لمصير الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش، والذي حذرت الحركة بأن وفاته ستكون بمثابة عملية اغتيال إسرائيلية بحق أحد أعضائها تستوجب الرد”. وذكرت المصادر أن “التقدير المصري يرى أن عملية إطلاق الصاروخين ربما كانت بمثابة جس نبض من جانب حركة الجهاد، استباقًا للحظة التي باتت قريبة خاصة بمصير أبو هواش، في وقت يقف الجميع فيه على حافة انفجار قريب إذا لم يتم ضبط النفس من جانب الأطراف كافة”، مؤكدة أن الجانب المصري “أطلق نداءً لمسؤولي الاحتلال بضرورة التعامل بشكل أكثر مرونة في قضية الأسير أبو هواش”.