مقابل الرز .. السيسي شريك في حماية أمن تل أبيب ضمن ناتو عربي صهيوني

- ‎فيتقارير

من جديد تستقبل شرم الشيخ اجتماعات الخسة والخيانة، ويثبت السيسي أنه يمكن أن يبيع التاريخ ويروج لعهد مزعوم يصطف فيه الجندي المصري والعربي مع العدو الغادر والغاصب للقدس باسم التحالف المشترك لمواجهة التهديدات ، فيقدم الكيان الصهيوني ضمن التحالف المرتقب ترسانة نووية ب 200 رأس نووي وأمريكا بقواعد عسكرية فيها نحو 50 ألف جندي و40 مليار أسلحة بمشاركة من مصر والمغرب والإمارات والبحرين .

اللقاء الذي استضافته شرم الشيخ خلال الأسبوعين الأخيرين كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وقالت  "عُقد لقاء بين مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية في مدينة شرم الشيخ المصرية؛ للتنسيق ضد إيران ".
وقالت القناة الألمانية نقلا عن خبراء "فكرة ناتو شرق أوسطي هو أن يكون ذراعا لحلف الناتو الأطلسي في المنطقة لمواجهة التمدد الروسي وليس الإيراني فقط ".
أما إعلام العدو فتحدث عن تطورات الناتو العربي قالت "القناة-12" الصهيونية "مفاوضات سرية حول اتفاق ثلاثي إيراني أمريكي إسرائيلي لنقل النفط من إيران إلى سوريا  بمشاركة إسرائيل".

وقال ملك الأردن في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأمريكية "نؤيد إنشاء حلف ناتو شرق أوسطي، بمهام واضحة ومحددة".

وأضاف عبد الله الثاني الأسبوع الماضي   "يجب أن تكون المهمة واضحة جدا جدا وإلا فإنها ستشوش الجميع".
ورأى مراقبون أن المنطقة إقليميا باتت أدوات رخيصة لتنفيذ مشروع الصهاينة لإخضاع الجميع للمشروع الصهيوصليبي الذي يرتدي اليوم ثوب الحليف والوسيط والشريك.
وأضافوا أن الكيان راغب بالفكرة ويمكن أن تدعمها إدارة بايدن، على الأقل لحماية الرئيس من النقد في الكونغرس حيث يتهم بالتساهل مع طهران.

فكرة فاشلة
ومن جانبها، قالت وكالة بلومبيرج إن "فكرة تشكيل تحالف أمني في منطقة الشرق الأوسط تصطدم بالحديث المتكرر عن العدو المشترك، بعد أن عاد طرح الأمر مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة".

وأضافت أن الجدال حول ناتو شرق أوسطي وإن بدا معقولا، إلا أنه يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة، ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك.

وأشارت الوكالة، إلى أن المشاركين لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية، وربما كانوا ماهرين في ملاحقة وضرب الناشطين الداعين للديمقراطية، لكنها ضعيفة في مجال الصراعات الحركية.

ولفتت إلى أن هذه العوامل كانت كافية لإفشال المحاولات السابقة لبناء تحالفات عسكرية في المنطقة، وكانت هناك محاولتان قبل سبعة أعوام لم تخرجا عن طور التفكير، ففي عام 2015 أعلنت الجامعة العربية عن خطة لإنشاء قوة مشتركة لمواجهة الإرهاب.

وفي عام 2017 تقدمت السعودية بمقترح إنشاء الحلف الأمني للشرق الأوسط وحظيت بدعم كبير من إدارة دونالد ترامب ، وأطلق عليها لاحقا ناتو عربي.
يذكر في هذا الإطار أنه تم الكشف عن وثيقة رسالة سرية من المخابرات السعودية إلى المخابرات المصرية عام 2018 تبدي موافقتها على إجراءات الطبيع مع إسرائيل بشرط الموافقة علي نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

القوة بمواجهة إيران
ويدعي المتحالفون أن الناتو الجديد بوجه إيران، حيث إيران على حافة امتلاك قدرات نووية بعدما راكمت كميات من اليورانيوم المخصب الذي يمكنها لعبور مرحلة الاستخدام المدني، وترى إدارة بايدن أن التهديد النووي الإيراني يمكن احتواؤه من خلال إحياء الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، والمشكلة أن إحياء الاتفاقية يعني رفع العقوبات عنها ، مما سيمكنها من بناء قواتها التقليدية وضخ أموال لشبكاتها من المتطرفين والإرهابيين في المنطقة.
وقالت الوكالة “ربما فكرت أن هذا سبب كاف لدفع دول المنطقة والتفكير جديا بتحالف يوقف التهديد الإيراني، ورغم التعاون الوثيق المتزايد بين إسرائيل ودول عربية في المجال الأمني إلا أن هناك تباينا حول إيران والاستراتيجيات المختلفة للتعامل مع طهران، كل هذا يعكر فكرة تحديد مهمة “واضحة جدا جدا” التي تحدث عنها الملك عبد الله، فمن جهة تقيم قطر وعمان علاقات جيدة مع إيران، فيما تحتفظ الكويت بعلاقات حذرة معها، وبالنسبة للرياض وأبو ظبي اللتين خاضتا حربا غير ناجحة مع وكلاء إيران في اليمن، فهما تبحثان اليوم عن تعايش وليس مواجهة مع طهران”.

درع الجزيرة
ولدى دول الخليج جسد مشابه للمقترح هو “درع الجزيرة” ولديه قوة من 40.000 جندي ومسلح جيدا، وهذا بفضل أموال النفط من الدول المشاركة فيه.

وما يفتقر إليه درع الجزيرة بحسب "بلومبرج" هو التجربة القتالية، وبهذه المثابة فلن يقوي الدرع أعصاب أي تحالف معاد لطهران ولن ينشر الخوف في إيران، وبالنسبة لبقية الدول العربية في الشام والعراق، فقد أصبحت سوريا بمثابة مرزبان لإيران ويسير العراق ولبنان على هذه الخطى.
وعن توهم تحديد إيران كعدو للناتو الأوسطي، قالت الوكالة "لدى مصر أكبر جيش في العالم العربي وكانت أول دولة تنسحب من مشروع التحالف الأمني للشرق الأوسط الفاشل، كل هذا يعني أن مهمة ردع إيران ستقع على عاتق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي فأي فكرة لناتو شرق أوسطي لا قيمة لها".

تيران وصنافير
الهدف الأقرب القابل للتحقق هو نقل ملكية تيران وصنافير للسعودية بحسب موقع والا الصهيوني الذي نقل عن مسؤولين صهاينة، أن "الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ومصر قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق نهائي لنقل السيادة على جزيرتي “تيران وصنافير” من مصر إلى السعودية".
وأضاف "الموقع"  أن الاتفاق الوشيك سيتم قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط.

ويتضمن الاتفاق بحسب "والا" التزامات غير مرتبطة بالجزيرتين، على رأسها موافقة الرياض على السماح لشركات الطيران المدني الإسرائيلية المتوجهة إلى جنوب شرقي آسيا بالتحليق في الأجواء السعودية.
وعن جدوى نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية، للصهاينة، اشار المسؤولون الصهاينة بحسب والا إلى أن "السعودية ستوقع على اتفاق مع مصر تلتزم فيه بتنفيذ ترتيبات أمنية داخل الجزيرتين وتتعهد بالحفاظ على حرية الملاحة في مضيق تيران، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تضمن وفاء الرياض بتعهداتها وستقدم ضمانات مكتوبة لإسرائيل بشأن ذلك".
وأضاف "والا" أن المفاوضات حول الجزيرتين تأتي "بسبب طلب إسرائيل بقاءها منزوعة السلاح، حسبما تنص على ذلك اتفاقية السلام مع مصر ، التي تنص على تواجد قوة مراقبين دولية بقيادة أميركية في الجزيرتين"
وصادقت مصر، عام 2018، على نقل السيادة على الجزيرتين إلى السعودية وأعلن الكيان الصهيوني عن موافقة مبدئية، لكنها اشترطت ذلك باستمرار تواجد القوة الدولية فيهما، بموجب اتفاقية السلام.
 مسؤولان إسرائيليان قالوا إن "السعودية وافقت على الالتزام بجميع التعهدات المصرية، وبضمنها التعهد بالحفاظ على حرية الملاحة".