نقل الصحفي من غزة تامر @tamerqdh عبر (إكس) رسالة من المقاومة الفلسطينية بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية قال في رسالتها إن “المقاومة الفلسطينية هي الأضعف عسكرياً في محور المقاومة، لكنها كانت الأشجع والأجرأ، وأشدهم بأساً، وأكثرهم صدقاً”.
وأضافت أن الوقت لا يحتمل “لا ردود تسويقية ولا تهديدات فارغة، لا حدود للاشتباك ولا مقدمات للعمليات”.
وأكدت أن “هذه الحرب صعبة، إما أن تكون أو لا تكون، أن تردع أو تُردع، أن تكون حراً أو مستباحاً، أن تظهر صدق كلمتك أو نفاقك، أن تكون نداً أو جباناً”.
ونفت أن تذهب في ضوء المحيط العملياتي إلى الاستعراض مؤكدة “لسنا في حرب استعراضية، نزفت الدماء بالآلاف، تمزق الأطفال إلى أشلاء، انتهكت المقدسات، اغتصبت أسراكم ونسائكم ، قصفت عواصمكم، واغتيلت قيادتكم. وجميعكم تعلمون جيداً أن المقاومة الفلسطينية في حاجة ملحة لكم”.
وأضافت أن “هذه الأيام سوف تشهد عليها الأجيال، ويكتشف الجميع صدق كلمتكم وصحة تحالفكم وقوة إيمانكم بالتحرير والمقاومة. “المقاومة” التي تحملون اسمها تعني القتال حتى التحرير، إما النصر أو الشهادة .. “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” .. “.
https://x.com/tamerqdh/status/1818641250850857156
مسلمات فرضتها المقاومة
وأشارت الكاتبة الأردنية احسان الفقيه @EHSANFAKEEH إلى أن هناك مسلمات فرضتها المقاومة ونقاط محددة أجابت عنها في ضوء قراءتها للمشهد.
وأولها أن من يُطنطنون حول عدم تكافؤ القوة واستعجال القتال قبل الإعداد، مفرطون حتما في الأوهام أو التحامل، فهل كان يُنتظر من المقاومة مثلا أن تمتلك أسلحة نووية وجيشا نظاميا وطائرات الفانتوم ودبابات ميركافا حتى تخوض حرب التحرير؟
وثانيا أنه “لا سبيل للمقاومة إلى تكوين جيش نظامي ولا الوصول إلى هذه القدرة التسليحية، لأنها تحيا في بيئة مُحتلّة ومحاصرة، إضافة إلى ذلك فإن هذه الحرب، التي لا تزال تدور رحاها بعد شهور ، وهي أطول حرب خاضها الاحتلال، قد أظهرت القدرة العسكرية الهائلة للمقاومة، في حدود الممكن، فيما يتعلق بالتسليح والإعداد الفردي، والقدرة القتالية العالية للأفراد، وامتلاكها قوة صاروخية هائلة، وتفوق التكتيكات القتالية والخطط الهجومية، كما أظهرت قدرة وامتداد الأنفاق وتشعبها على مساحات واسعة تحت الأرض وبراعة استخدامها في العمليات الحربية”.
وثالثها أن “حركات التحرر لم تقم يوما في التاريخ على مبدأ تكافؤ القوى، فهذا محال، إذ أنها تنشأ وتعمل تحت ضغط شديد، ورقابة صارمة، وعمالة تجسسية داخلية تنشأ مع كل وجود للاحتلال”.
ورابعها أنه “لم تخض حركة تحررية نضالها إلا استقواءً بعدالة قضيتها وحقها المشروع في نيل الحرية والاستقلال، وتعمل على استنزاف قوى العدو المحتل وخلْق حالة ثورية عامة على المدى البعيد، وإرغام المجتمع الدولي على التعاطي بفاعلية مع قضيتها”.
وخامسها أنه “لم تناضل حركة تحررية بضمانات آنية حالية للنصر، إنما هي تتحرك على الأرض لتتراكم الجهود التي تقود يوما إلى النصر، وفي هذا الطريق تُسال الدماء، وتُدمّر المنشآت، وتنهب الخيرات، ويُعتقل المسلح والأعزل على حد سواء، لأنها ضريبة عامة يدفعها الوطن بجميع من فيه لنيل الحرية”.
واستطردت في شرح النقطة أنه “لو اتبعنا مسلك هؤلاء الذين يقيمون المعركة بنتائجها لا بدوافعها، سيكون عليهم اتباع المسلك نفسه بصورة عكسية، فيمكنهم حينئذ مثلا أن يمتدحوا جيش الاحتلال ويعترفوا به وبأحقيته في فلسطين إذا انتصر على المقاومة، ويمتد هذا المنطق ليشمل الانحياز لكل قوى الاحتلال على وجه الأرض طالما أنها تنتصر في النهاية”.
وسادسها للذين أرادوا إدانة الخيار الفلسطيني باتباع نهج المقاومة السلمية لغاندي في الهند للتحرر من الاحتلال، غاب عنهم أن سلمية غاندي وحدها لم تكن لتكفل عملية التحرير، لأن هناك العديد من الجماعات والكيانات لم تسر على نهجه السلمي، بل قاومت وقاتلت وكبّدت بريطانيا خسائر فادحة في المعدات والقطع الحربية، وفي صفوف الجنود الإنكليز، وهو ما كان له صدى قوي في لندن التي كانت تستقبل الكثير من القتلى والمصابين من جنودها من حين لآخر، فكان مسلك غاندي أحد الأدوات التي انضم بعضها إلى بعض في عملية التحرير، من مقاومة مسلحة، ومقاطعة اقتصادية، وحراك دبلوماسي، وجهود توعوعية لكف الهنود عن العمل في المؤسسات البريطانية..
وسابعها والمؤكد لدى المقاومة أن “..أهل مكة أدرى بشعابها، ومتى يكف القاعد على أريكته تحت المكيفات عن الإفتاء لباذلي العرق والدم في فلسطين، فليكفوا شرهم كما كفوا خيرهم عن أهل فلسطين، وليكفوا عن تبني وترديد الرواية الإسرائيلية التي تُحمل المقاومة مسؤولية الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالقطاع، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.