الايكونوميست: محمد بن سلمان أمير متهور يضعف ركائز الدولة السعودية

- ‎فيعربي ودولي

كتب أحمدي البنهاوي:

اعتبرت مجلة ذي ايكونوميست أن محمد بن سلمان ولى عهد السعودية يدرك أنه يجب على بلاده أن تعيد تشكيل نفسها للتعامل مع نهاية عصر الطفرة النفطية، ومواكبة الزيادات السكانية، ومواجهة الإيديولوجية الدينية الوهابية المتصاعدة التي كانت أساسا للجهادية.

ورأت أن الطريقة التي يتبعها الأمير في إحداث التغيير تدعو إلى القلق، رغم ترحيب البعض بها، وأحد أسباب القلق هو أن طموحه غالبا ما يتحول إلى حالة من العجلة والتهور.

وعلى ذلك أمثلة، حيث قاد تحالفا عربيا في حرب لا يمكن الفوز بها في اليمن ضد الحوثيين؛ وخلق بسبب ذلك كارثة إنسانية، حسب قول المجلة.

كما سعى إلى عزل قطر؛ الجار الغني بالغاز، ولم ينجح إلا في تحطيم مجلس التعاون الخليجي ودفع قطر نحو إيران.

ومع عدد أقل من القيود فلا يمكن إلا أن يصبح أكثر تهورا، وهو يقاتل إيران من خلال الحرب في اليمن، وقد يذهب إلى تحديها في لبنان، بعد تنحي سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، المدعوم من السعودية، عن منصبه من الرياض، وندد بتدخل إيران وحزب الله.

واعتبرت المجلة أن اعتقال الوليد بن طلال، وهو أمير ومستثمر عالمي، سيجعل المستثمرين الأجانب، الذين أراد ابن سلمان جذبهم سيترددون في ضخ أموال كبيرة في البلاد.

وقالت المجلة إن الأمير محمد يضعف ركائز الدولة السعودية الثلاث؛ وهي: التوافق والتوازن بين الأسرة المالكة مترامية الأطراف، ودعم رجال الدين الوهابيين، ونظام من المنافع للمواطنين من المهد إلى اللحد، من خلال تركيز السلطة في يده، والدفع باتجاه الحريات الاجتماعية، وفرض التقشف والخصخصة.

ورغم الحاجة إلى التغيير، كان يمكن لولي العهد السعي إلى شرعية جديدة عن طريق التحرك نحو مزيد من النقاش والتشاور.

وبدلا من ذلك، تختفي مساحة المعارضة، وتزداد حالات الإعدام، وتنفذ حملة مكافحة الفساد بأقل قدر ممكن من الإجراءات القانونية، ولا توجد معايير لتحديد المذنب من البريء.

فيما فسرت صحيفة صاندي تايمز البريطانية أن من أسباب مباركة وترحيب الطبقة الوسطى للحملة على أفراد من الأسرة الحاكمة "حملة التطهير" والتي اعتقل فيها نحو 500 شخص وتجميد نحو 1700 حساب مصرفي؛ هو أنهم يرون أن الدولة بدأت تنظف نفسها من الفساد المستشري فيها الذي شل الاقتصاد والسياسة عقودا من الزمن.

وقال تقرير للصحيفة إن الطبقة الوسطى سئمت حياة البذخ التي يعيشها أفراد الأسرة الحاكمة، في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من السعوديين لأجل الحصول على مسكن معقول الثمن، لأن أراضي البناء بيد أفراد الأسرة الحاكمة، وفقا للصحيفة.

ومن جانبها، قالت مجلة "ذي ايكونوميست" إن العديد من السعوديين يهتف الآن لهذه التحركات، لكن الاعتقالات تبدو كأنها تطهير على نمط «شي جين بينغ» في الصين، ولا يتبع سيادة القانون، كما أنه يتلقى مقاومة بشكل متزايد، وتضيق قاعدته شيئا فشيئا.

وأضافت أن محمد سلمان قد يعتمد بشكل متزايد على جهاز الأمن لإسكات النقاد، ومن شأن هذا أن يكرر فقط أخطاء رؤساء الجمهوريات العربية، بأن يكون متحررا جدا من الناحية الاجتماعية، ولكنه يمارس القمع، ويفشل في نهاية المطاف".

اللعبة الخطيرة
ونشرت صحيفة صاندي تايمز تقريرا عن تطورات الأوضاع في السعودية تحت عنوان "ولي العهد يلعب لعبة خطيرة من خلال حملة تطهير شعبوية".

وقالت "لويز كالاهان" محررة الصحيفة في تقريرها إن المخاوف تتزايد من أن حملة مكافحة الفساد التي اعتقل فيها 500 شخص تؤدي إلى صدام مع الحرس القديم.

وأضافت أن الفندق الذي كانت الغرفة فيه تؤجر بنحو 1000 جنيه استرليني أصبح سجنا يقيم فيه المليارديرات والأمراء الذين أمر ولي العهد محمد بن سلمان بتوقيفهم السبت الماضي، بهدف استعادة قرابة 100 مليار دولار من الأموال والأصول المكتسبة بطريقة غير شرعية.

وكشفت "صنداي تايمز" أن المنتقدين لقرار ولي العهد يرون في الاعتقالات التي شملت 200 شخص أو ربما 500 شخص، بينهم أمراء كبار، وتجميد نحو 1700 حساب مصرفي، محاولة "للاستحواذ على السلطة" من قبل ولي العهد البالغ من العمر 32 عاما، يرونه يؤدي إلى "تمرد داخلي يعصف باستقرار المنطقة".