خوفا من محاكمته …نتنياهو “حجر عثرة” أمام وقف حرب الإبادة وصفقة تبادل الأسرى

- ‎فيعربي ودولي

 

 

في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة الفلسطينية توجيه ضرباتها الموجعة لقوات الاحتلال الصهيوني من خلال عملياتها النوعية في كل أنحاء قطاع غزة مع تصاعد وتيرة الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين العزل من نساء وأطفال ومسنين، كما حدث في تل الهوى والشجاعية وهدم المباني وحرق الأراضي الزراعية، وهو ما وصفته حركة حماس بجرائم إبادة وطالبت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وغيرها من المؤسسات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاكمة قادة الاحتلال الصهيوني والمسئولين عن هذه الجرائم والمجازر . 

بالتزامن مع هذا كله تتواصل المفاوضات في القاهرة والدوحة بمشاركة وفود صهيونية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء جرائم الإبادة في قطاع غزة، وكذلك التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى الذين فشل الاحتلال في تحريرهم رغم مضي أكثر من 9 أشهر على الحرب التي شنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي . 

ورغم التعديلات التي قدمتها حركة حماس على مطالبها، إلا أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني لا يزال هو حجر العثرة الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار ويزعم أنه سيواصل الحرب من أجل القضاء على حركة حماس وتحرير أسرى الصهاينة في غزة، وهو ما تعارضه الكثير من القوى الصهيونية بجانب ضغوط عائلات الأسرى التي تطالب في مظاهرات حاشدة بالتوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب . 

    

نتنياهو 

 

حول نجاح المفاوضات أو فشلها قال الكاتب الفلسطيني ثائر أبو عطيوي: إن “المباحثات الدائرة في وجود  الأطراف المعنية وذات العلاقة من أجل الوصول لصفقة تبادل، تتزامن مع اتهامات داخل إسرائيل لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تخريب الجهود الحالية التي من الممكن أن تؤدي إلى صفقة مع حركة حماس، وهذا بسبب المخاوف من حل الحكومة، وتقديم  نتنياهو  للمحاكمة على جرائم فساد متهم بها، بجانب فشله في مواجهة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر. 

وأضاف «أبو عطيوي» في تصريحات صحفية ، أن  جولة المفاوضات الجديدة شهدت تقديم حركة حماس مرونة أكبر هذه المرة، من أجل إزاحة كافة العراقيل في البنود المختلف عليها حول إتمام الصفقة، مشيرا إلى أن هذا اعترف به زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد بأن حماس اتخذت خطوات جديدة تجعل التوصل إلى اتفاق ممكنا، وأنه بالمقابل أبدى لابيد استعداده لتوفير شبكة أمان لحكومة نتنياهو للموافقة على الصفقة، ولجعل استمرار الحكومة الإسرائيلية قائما رغم فساد هذه الحكومة، حسب ما صرح لابيد لوسائل الإعلام الصهيونية.  

وتابع، هذا يعني أن لابيد سوف يحمي نتنياهو من تهديدات سموتريتش وبن غفير، اللذان يهددان بالانسحاب من الحكومة حال قبول نتنياهو صفقة تبادل. 

وأوضح «أبو عطيوي» أنه رغم العقبات التي يثيرها نتنياهو فإن المفاوضات الجديدة التي تبذل من الوسطاء تجعل الأمور أكثر تفاؤلا ولو نسبيا أفضل من جولات المفاوضات السابقة، مؤكدا أن هذه الجولة الجديدة تتسم بإزالة العراقيل والمعوقات التي كان يتحجج بها رئيس حكومة الاحتلال والآن الكرة في ملعب نتنياهو . 

 

هدنة 

 

وأعرب عن أمله فى إنجاز صفقة تبادل تؤدي إلى هدنة تشمل وقف إطلاق النار الدائم ووقف الحرب المستمرة للشهر العاشر على التوالي، والتي راح ضحيتها حتى الأن أكثر من 38 ألف شهيد فلسطيني، بجانب فتح معبر رفح البري وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية التي توقفت عن الوصول لقطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح. 

ونوه «أبو عطيوي» بأن التفاؤل بجولة المفاوضات الجديدة المتعلقة بالوصول إلى هدنة هو مطلوب بالتأكيد لدعم الجهود الرامية للمضي قدما في ملف التفاوض لإبرام صفقة قريبة، تبعد شبح استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة، وذلك ما أشار إليه مسؤولون صهاينة، حيث أكدوا إحراز تقدم في قضايا مهمة بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى وفق تصريحات هيئة البث العبرية. 

وتابع في المقابل هناك وجهة نظر صهيونية أخرى ترى أن المفاوضات معقدة، وأنها سوف تستمر لعدة أسابيع وتزعم أن التصريحات المتفائلة سابقة لآوانها. 

 

 نقاط الخلاف 

 

وقال المحلل السياسي الفلسطيني فراس باغي ، أن هناك مجموعة من النقاط الخلافية وليس نقطة واحدة وهذا النقاط هي، الإفراج عن الأسرى أصحاب الأحكام العالية، من حيث الهوية والعدد بمعني أن هناك مجموعة من القادة الفلسطينيين في السجون الصهيونية ؛ إسرائيل ترفض الإفراج عنهم. 

وأضاف “باغي” في تصريحات صحفية، أن الاحتلال الإسرائيلي يريد الإفراج عن أسرى المؤبد الذين ينتمون إلى الضفة الغربية  ثم نقلهم إلى غزة أو إلى الخارج وليس العودة إلى منازلهم،  بالإضافة إلى جدول الانسحاب من محور نتساريم ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح تمثل نقاط خلافية كبيرة. 

وأوضح أن الأمر الثالث يتعلق  بالمنطقة العازلة في المنطقة الشرقية والشمالية، حيث تصر حركة حماس على الانسحاب الكامل في نهاية الصفقة، وبالتالي عودة النازحين إلى تلك المنطقة في حين أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعط إجابة عن مفهوم المنطقة العازلة في المنطقتين، بجانب وضع نتنياهو شروط جديدة، وهو تفتيش القادمين من الجنوب إلى الشمال، وهذا الشرط كان محسوما سابقا أن عودة النازحين غير مشروطة لا بعدد ولا بالإيقاف والتفتيش ولا أي شيء آخر. 

وكشف  “باغي”، أن نتنياهو وضع شرطا جديدا هو عدم تهريب السلاح من سيناء إلى غزة حسب أقواله، وهذا يعني البقاء في محور فيلادلفيا، أما التفتيش فيعني البقاء في محور نتساريم، موضحا أنه في المقابل تريد حماس الحصول على ضمانات لوقف إطلاق النار، وهذا الأمر ترفضه إسرائيل من أجل إتمام الصفقة.