نصدق مين؟ حكومة الانقلاب تنفى ومستشفى القصر العينى يؤكد ظهور إصابات بمرض VEXAS

- ‎فيتقارير

رغم ظهور أول حالة مصابة بمرض VEXAS في مصر، إلا أن حكومة الانقلاب لا تزال تزعم أن مصر خالية من الأوبئة ولم تصل إليها الفيروسات التي تم اكتشافها مؤخراً في الصين والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، ومنها فيروس HMPV أو «الميتانيموفيروس البشري».

 

إنكار حكومة الانقلاب يأتي في وقت استقبل فيه العالم أول أيام العام الجديد 2025 بفيروسات مميتة، تسببت في مخاوف كبيرة تجتاح الكرة الأرضية بكاملها.

أحد هذه الفيروسات، VEXAS، يصيب الجهاز المناعي، ويثير ذعراً بين الرجال خاصة، والآخر HMPV يتشابه مع فيروس كورونا، إذ إنه أحد أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والفيروس المخلوي التنفسي، وهو ما أثار الذعر خشية من عودة شبح ما يشبه جائحة كورونا من جديد.

 

كان محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي لشؤون الصحة والوقاية، قد نفى انتشار أو ظهور أي فيروس جديد في البلاد حتى الآن.

 

وزعم تاج الدين في تصريحات صحفية أن ما نُشر إعلامياً حول هذا الأمر غير دقيق بالمرة، لافتاً إلى أن كل ما جرى هو اكتشاف أول حالة في مصر مصابة بمرض مناعي نادر من خلال قسم الصدر بمستشفى القصر العيني وفق تعبيره.

وقال إن هذا المرض عبارة عن خلل جيني وليس فيروسي، بل مرض مناعي موجود في نخاع العظام يحمله «كروموسوم إكس» للرجل، لذلك فهو يصيب الرجال أكثر، معترفاً بأن خطورته تكمن في أن بعض الحالات المصابة به قد تحتاج إلى زرع نخاع.

 

فيكساس

 

ورغم نفي حكومة الانقلاب، أعلن الدكتور يسري عقل، رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى قصر العيني، عن ظهور مرض VEXAS لمريض عمره 72 عامًا، كان يشكو من حدوث التهابات متكررة في الجسم وارتفاع درجة الحرارة، وتبين إصابته بذلك المرض الغامض الذي تم اكتشافه عام 2020 من قبل فريق بحثي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصار يُعرف بـ«عدو الرجال»، حيث أصاب أكثر من 15 ألف رجل أمريكي حتى الآن، وتحدث الإصابة به على نحو تدريجي، ثم يتفاقم ويصبح شرساً وقاتلاً مع مرور الوقت، وبالتالي فهو ليس مجرد اضطراب عابر.

 

إصابة مزدوجة

 

من جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة عين شمس، إن الفترة الحالية ينتشر فيها عدد من الفيروسات التنفسية، معظمها بسبب فيروس الإنفلونزا والفيروس المخلوي وكوفيد وفيروس «الميتانيومو» البشري، مؤكداً أن هذا الفيروس هناك حالياً إصابات كثيرة به في الصين وأمريكا، ومشكلته تتمثل في أن هناك فرصة لحدوث إصابة مزدوجة بهما، ولذلك بعض الحالات قد تكون مصابة بالإنفلونزا وhMPV في نفس الوقت، ولذلك نسمع كثيراً عن الدخول في أدوار مرضية متتالية.

 

وأكد «عنان» في تصريحات صحفية أن هذا الفيروس ليس بجديد، حيث تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001 وهو من مسببات الأمراض التنفسية، ويتراوح انتشاره بين 1% إلى 10% من الأمراض التنفسية الحادة، والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة به. وعلى الرغم من أن الوفيات نادرة، فإن فيروس الميتابنيومو البشري يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة ومضاعفات تنفسية، خاصةً في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة وكبار السن.

 

ولفت إلى أن هذا الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر خلال فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يصاب به الأشخاص أكثر من مرة خلال حياتهم، كما ينتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الذي يتم إطلاقه عند السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. ويتم تشخيص الإصابة عن طريق أخذ عينة من السوائل التنفسية وإجراء اختبارات مخبرية للكشف عن الفيروس عن طريق الـPCR، ولكن لا داعي لذلك لأنه لا يختلف علاجه عن باقي الفيروسات التنفسية الموجودة حالياً.

 

وعن أعراضه، أشار «عنان» إلى أنها تشمل السعال، واحتقان الأنف، والعطس، والحمى، وصعوبة التنفس. ولا يوجد علاج محدد لهذا الفيروس، ويتم التركيز على تخفيف الأعراض من خلال استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة للتخفيف من الحمى. موضحاً أنه في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى دعم التنفس والعلاج في المستشفى.

وقال إن طرق الوقاية منه تشمل: غسل اليدين بانتظام وبشكل جيد، وتجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب لمس الوجه بأيدٍ غير مغسولة.

 

تحور جيني

 

وأكد الدكتور جمال أمين قاسم، استشاري جراحة العظام، أن مرض «فيكساس» من الأمراض المناعية الذاتية النادرة، وهو ناتج عن تحور «كروموزومي» غالباً بين سن ٥٠-٧٠ عاماً، ويصيب الرجال أكثر من النساء. موضحاً أنه مع وسائل التشخيص الحديثة، أصبح المرض أكثر شيوعاً خاصة في أمريكا، وهو ليس من الأمراض المعدية مثل كوفيد.

 

وقال «قاسم» في تصريحات صحفية إن المرض تقريباً يؤثر على كل أعضاء الجسم، حيث سجل نسبة وفيات عالية خلال الخمس سنوات الأخيرة، قد تصل لـ٥٠٪. لافتاً إلى أن مضاعفاته تسبب ارتفاع درجة الحرارة مع التهابات وآلام متعددة، والتهاب واحمرار بالعينين والأذن، وتورم بالعين والأنف والغضاريف، وضيق بالتنفس، والتهاب جدار وعضلة القلب، وتضخم الكبد والطحال، والتهاب بالأعضاء التناسلية خاصةً الرجال، وتورم الخصيتين مما يؤثر على الممارسة الجنسية، وأيضاً التهاب الأعصاب والشعيرات الدموية. وقد يؤدي إلى جلطات وريدية بالساقين، وخاصة الأوردة العميقة، والوريد الرئيسي للأمعاء، وقد تصل الجلطات للرئة وتسبب الوفاة.

 

وعن علاجه، أشار إلى أنه مثل باقي الأمراض المناعية، يُعالج باستخدام الكورتيزون، بالإضافة لأدوية المناعة والالتهابات، وقد يصل الأمر إلى زرع نخاع أو خلايا نخاعية.

 

وأضاف «قاسم»: هذا المرض لا يوجد له أي تطعيمات وليس له علاقة بكوفيد أو أي أمراض فيروسية، ولكنه من الصعوبة أن يتحول لجائحة لأنه لا ينتقل من إنسان لآخر، فهو ناتج عن تحور جيني. أما بالنسبة لظاهرة شيوع المرض بين الرجال دون السيدات، فلا يوجد سبب محدد، لكنه مرتبط أساساً بالكروموسوم X.

وشدد على أن فيكساس ليس مثل الأمراض الفيروسية المنتشرة، فهو يتحور حسب الحالة الجينية للمريض أو نتيجة عوامل بيئية.