اشتكى أهالي معتقلين مصريين وبينهم زوجات صحفيين من تصاعد حملات التفتيش والتضييق على الزيارات وعمليات التفتيش الواسعة لغرف احتجاز المعتقلين في سجن “بدر 3″، فيما أكدت منظمات حقوقية أن سلطات أمن السجون تفرض حصارا كاملا على المعتقلين عبر حملات التفتيش، ومنع الزيارات.
وطرحت زوجة الصحفي المعتقل أحمد سبيع، عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، السؤال: “ماذا يجري في سجن بدر 3؟”، لتوضح بعض زوجات المعتقلين أن الانتهاكات تتواصل خلال الزيارة بين منع الطعام والأدوية والملابس، وبين منع الزيارة ذاتها عن كثير من المعتقلين، إلى جانب المعاملة السيئة للزائرين وللمعتقلين، ملمحين إلى أن بعضهم يهدد بالدخول في الإضراب عن الطعام، رفضا للانتهاكات.
وفي السياق، نقل أهالي بعض المعتقلين، عن ذويهم المعتقلين في سجن “بدر 3″، رغبتهم في طرح أزماتهم ومعاناتهم اليومية عبر الصحف والمواقع، وتعريف الحقوقيين والمهتمين بملف المعتقلين حجم مآساتهم، في ظل إصرار أمن السجون والأمن الوطني بسجن بدر على ارتكاب جرائم تنغص حياتهم وتشعرهم بـ”الذل والإهانة”، وفق وصف زوجة أحد المعتقلين.
وتحدثت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن هذا الملف، مشيرة لـ”تصاعد غضب المعتقلين والتهديد بتنظيم إضراب جماعي، ردًا على تصاعد حملات التفتيش والتضييق على الزيارات والتجريد الواسع لغرف الاحتجاز بـ(بدر 3)”
وانتقدت الشبكة الحقوقية مواصلة “السلطات الأمنية اتباع سياسة التجويع والتضييق والحصار غير الإنسانية وغير الآدمية ضد المعتقلين.”
ورصدت تصاعد حملات التفتيش منذ 23 سبتمبر الماضين وتشديد القيود على الزيارات الشهرية، ومنع دخول المستلزمات الأساسية وإدخال وجبة واحدة شهريًا لكل معتقل، مشيرة لحرمان معتقلين من الزيارات منذ العام 2017)، في “انتهاك للدستور والقانون والمواثيق الدولية.”
وأدانت الشبكة ما أسمته بـ”سياسة التجويع والعقاب الجماعي والتنكيل المستمر بالمئات من المعتقلين السياسيين المحتجزين منذ سنوات”، ملمحة إلى تورط جهاز الأمن الوطني في تلك السياسات.
“عقرب” جديد
وفي رؤيته، قال الحقوقي المصري خلف بيومي: “على غير العادة أطلقت وزارة الداخلية مقاطع مصورة عن مجموع سجون بدر، والإمكانات المتاحة له وتزامن ذلك مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في 11 سبتمبر 2021”.
مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أضاف: “وانتظرنا لنقف على حقيقة وصحة ذلك ومدى تطابقه مع الواقع؛ ولكن انتظارنا لم يدم طويلاً، وبدأت الاستغاثات ترد إلينا من داخل السجن، ومن أهالي المعتقلين، وعبر رسائل بعض المعتقلين به، لتؤكد أن بدر صورة كربونية من العقرب.”
ومضى يؤكد أنه “زادت حالات الوفاة بالإهمال الطبي، واستمرت الانتهاكات والممارسات غير الإنسانية من الأمن الوطني وإدارة السجن، وعملت على منع الزيارة عن عدد كبير من رموز المعارضة، وزادت تفتيشات الغرف وحملات تجريدها، والرقابة على المعتقلين بكاميرا داخل الغرف.”
ولفت الحقوقي المصري إلى أنه إزاء تواصل تلك الانتهاكات “دخل المعتقلون في اضطرابات عديدة، ومنهم من حاول الانتحار وهدد به”، خاتمًا بقوله: “كل ذلك يؤكد ما نقوله دائمًا من أنها سياسة ممنهجة من النظام لم تتغير في كافة السجون ومنها بدر.”
يُشار إلى أن سجن بدر، مقسم لثلاثة سجون: (بدر 1) للمعتقلين السياسيين غير الخطرين، و(بدر 2)، للجنائيين، أما (بدر 3) فللمعتقلين المصنّفين على أنّهم خطر على الدولة، وهذه تصنيفات الأجهزة الأمنية، وعناصرها الساديين.
وداخل مقبرة بدر، تتصاعد الأزمات القاتلة يتعرض لها المعتقلون منها التكدس بالزنازين، وأزمة تلوث مياه الشرب، وانسداد مجرى الصرف الصحي وخروج المياه والروائح الكريهة.